كانت فضيحة “إيران غيت” هي الصدمة الأكبر في العلاقات الأمريكية – الإيرانية السوداء، ففي أثناء الحرب العراقية الإيرانية خرقت أمريكا الحظر وباعت أسلحة لإيران، وكانت وقتها شريكا للرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني في هذه الفضيحة التجارية.
رفع الحظر الأمريكي المطبق على إيران السنة الماضية، والذي استمر منذ سنة 1979 إلى سنة 2015 أي بعد 36 سنة لكن أمريكا مع حلفائها خرقت هذا الحظر مرات كثيرة.
لقد فرضت أمريكا هذا الحظر على إيران عام 1979 بعد قيام الانقلاب فيها، وخلال هذه الفترة تم خرق هذا الحظر، وكانت فضيحتها المشهورة هي “إيران غيت” أو تسمى أيضا “إيران كونترا”، وكما ذكرنا فقد باع الأمريكيون السلاح لإيران خلال الحرب الإيرانية – العراقية، وقد كان “رونالد ريغان” رئيس أمريكا وقتها.
وكان رئيس إيران الحالي حسن روحاني في ذلك الوقت عضوا في مجلس الأمن الدولي الإيراني ومساعد رئيس البرلمان، وفي عام 1986 كان شريكا في عملية بيع السلاح لإيران.
تبين فيما بعد أن روحاني في تلك الفترة كان يقوم بمحادثات سرية في بعض العواصم الأوروبية مع المسؤلين الأمريكيين وبينهم أفراد من الموساد الإسرائيلي آنذاك، ولم تكن هذه المحادثات تجري في أوروبا وحدها بل في طهران أيضًا.
ففي 27 أيار/ مايو عام 1986 في طهران وبالتحديد في فندق هيلتون اجتمع روحاني مع المقدم “أوليفر نورث” مع هيئة الأمن الأمريكية الدولية.
ونشرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية تفاصيل عن عملية البيع بين روحاني والأمريكيين، واشترط روحاني شراء طائرة محملة بالصواريخ مقابل إطلاق سراح أسرى أمريكيين محتجزين في لبنان، وقد أنجزت هذه الصفقة، لكن بعد ذلك انكشفت الفضيحة واعترف ريغان بأنه كان مجبرًا على ذلك.
لم تكن للمحادثات التي أجراها روحاني مع الأمريكيين محدودة، ولكن في تلك الفترة كان القائد الديني الخميني يملي عليه ما ينبغي فعله.
وقد نشر الإعلام محادثات سرية أجريت في 30 آب/ أغسطس عام 1986 في فندق في باريس مع مسؤلين أمريكان، ونشر أيضا الإعلام الإسرائيلي تفاصيل لقاء روحاني بنائب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تلك الفترة “عمران نير”.
وفي انتخابات حزيران/ يونيو عام 2013 وبانسحاب المرشحين الدينيين أصبح روحاني رئيس الجمهورية الإيرانية الجديد، وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر جلس على طاولة المباحثات مع الغرب، وتم رفع الحظر في عام 2015.
لقد تغير الموقف الأمريكي تجاه إيران 180 درجة خلال سنتين، والآن تكمل أمريكا السياسة السوداء التي طبقتها سابقا مع إيران بعد رفع الحظر.
وقد شهد عهد الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد تصفية لرجال الأعمال بسبب خرقهم للحظر.
أما في هذه الحالة فينبغي على المسؤولين الإيرانيين ابتداءً من روحاني خرق هذا الحظر لأنه خرق الحظر لمدة 36 سنة شخصيا بنفسه.
ترك برس