الرصد السياسي ليوم الأربعاء ( 25 / 2 / 2016)
أمريكا تلوح بخطة بديلة إذا لم يتم الانتقال السياسي في سوريا
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة ستعلم فى غضون أيام ما إذا كان الوقف المقترح للاقتتال فى سوريا اعتبارا من يوم السبت سيتماسك، وإنه إذا لم تتكشف عملية انتقال سياسي فى سوريا فهناك خيارات لخطة بديلة.
وقال للمشرعين “البرهان سيظهر فى الأفعال التى ستحدث فى الأيام القادمة.”
وأضاف “سنعلم خلال شهر أو اثنين ما إذا كانت عملية الانتقال هذه جادة، وسيتعين على الرئيس السورى بشار الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية بشأن تشكيل عملية حكم انتقالى حقيقية، وإذا لم يحدث هذا فهناك بالتأكيد خيارات لخطة بديلة قيد الدراسة”، في إشارة إلى خطط طوارئ غير محددة يعتقد أنها تشمل العمل العسكري.
الخارجية الروسية تنفي علمها بتلك الخطة الأمريكية البديلة
هذا وأكد مصدر فى وزارة الخارجية الروسية أن التطبيق الفعلي للبيان الروسي – الأمريكي المشترك حول وقف الأعمال العدائية فى سوريا قد بدأ، نافيا علم موسكو بوجود أى خطة أمريكية بديلة.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) الأربعاء، عن المصدر قوله: ” إن الجانب الروسي ليس لديه علم عن الخطة “ب” التى تتكلم عنها الولايات المتحدة، مضيفا أن الجانبين بذلا جهودا مكثفة لصياغة البيان الأمريكي ـ الروسي بشأن وقف إطلاق النار فى سوريا وعلى الجميع العمل من أجل تطبيقه عمليا”.
وتابع المصدر الروسى قائلاً:” لايجوز للجانب الأمريكي أن يفقد الأمل مسبقا”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد حذر أمس الثلاثاء، من أن واشنطن تدرس خطة بديلة حول سوريا فى حال لم يتخذ الرئيس السوري بشار الأسد، خطوات جدية على صعيد عملية انتقال سياسي للخروج من دوامة الحرب، إلا أنه لم يكشف اي تفاصيل عن هذه الخطة.
المعارضة السورية: روسيا تكثف القصف رغم اتفاق الهدنة
قالت الهيئة العليا للتفاوض، التي تمثل الجماعات المعارضة الرئيسية في سوريا، إن روسيا كثفت ضرباتها الجوية منذ أن أُعلنت خطة وقف إطلاق النار الأميركية-الروسية أول أمس الاثنين، معربةً عن خشيتها من وقوع الأسوأ خلال الأيام التي تسبق بدء تنفيذ الاتفاق يوم السبت المقبل.
وجدد سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة، التأكيد على مخاوف المعارضة من أن تستغل روسيا الاتفاق لاستهداف مجموعات الجيش السوري الحر.
وذكر أن بعض شروط الاتفاق تشير إلى أنه وقِّع تحت تأثير شديد من روسيا، كما أن الشروط مبهمة.
وقال المسلط، في مقابلة هاتفية مع وكالة “رويترز”: “ما نخشاه أن تستخدم روسيا هذه الاتفاقية لاستهداف الفصائل المعتدلة في سوريا”.
ويستبعد الاتفاق جماعات مثل تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، لكن معارضين يقولون إن هذا سيمنح النظام السوري ذريعة لمواصلة مهاجمتهم، لأن المقاتلين المتطرفين منتشرون على نطاق واسع في مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وقال المسلط: “التصعيد في القصف كان في استهداف مناطق في حلب ومناطق في حمص وداريا، ونتوقع أكثر من ذلك من قبل النظام ومن قبل الغارات الروسية”.
وقالت الهيئة العليا للتفاوض خلال اجتماع لها أول أمس الاثنين في الرياض إنها وافقت على المساعي الدولية لكنها قالت إن قبول هدنة مشروط بإنهاء الحصار المفروض على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن معتقلين ووقف الضربات الجوية ضد المدنيين.
الأسد مستعد للهدنة والمعارضة تتريث وسط تحرك دولي
أعلن الكرملين اليوم الأربعاء تأكيد رئيس النظام السوري بشار الأسد استعداده لاحترام الاتفاق الأميركي الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في المقابل، قال كبير مفاوضي المعارضة السورية إن الهيئة العليا للمفاوضات لم تتخذ قرارا نهائيا بشأن الهدنة المقرر أن تبدأ في وقت مبكر من صباح السبت.
تأتي هذه التطورات فيما شهدت الساعات الأخيرة تحركات دولية تمحورت حول ضرورة دخول وقف إطلاق النار في الأراضي السورية حيز التنفيذ بأسرع وقت مع التشديد على مراقبة التزام الأطراف به، خاصة وقف الضربات الجوية التي تنفذها روسيا والنظام السوري، إضافة إلى توحيد الجهود لاستئناف المفاوضات السورية وصولا إلى “الانتقال السياسي” وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
ورغم أن بيان الكرملين نقل عن الأسد اعتبار الهدنة “خطوة مهمة نحو تسوية سياسية للنزاع” فإن الرئيسين أكدا على “أهمية التصدي بلا هوادة لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية”.
وفي السياق نفسه، أعرب نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن ثقة طهران بالتزام الحكومة السورية بوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه “ليس واضحا ما إذا كانت المجموعات المسلحة المرتبطة بالمجموعات الإرهابية المعروفة ستحترمه”.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد