في ظل التصريحات الأمريكية خلال الأيام الأخيرة، والتي أكدت فشل محادثات أستانة بشأن سوريا بين روسيا وتركيا و إيران، و بحضور وفدي المعارضة والنظام، تعود الولايات المتحدة إلى لعب دور جديد في سوريا وهذه المرة ليس لأجل السوريين المظلومين والمهجرين من النظام .
الولايات المتحدة لم تغب عن المشهد السوري يوما، لكن تعاطيها في الثورة السورية تراجع في زمن الرئيس الحالي ترامب، وخلال الأيام القليلة الماضية يبدو أنها عادت بشكل تدريجي لتمارس دورها في سوريا، ولن تتركها فريسة سهلة لروسيا و إيران وهذه المرة عن طريق تركيا فكيف حدث ذلك ؟
إن قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي جعل السعودية بحجة أنها أم الخليج الحنونة أن تدعو قطر راعية الإرهاب حسب وصفها لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي وبشكل رسمي ومن أعلى المستويات، وفي هذه الحالة تعمل السعودية على وأد قضية خاشقجي باستعطاف قطر وحليفتها تركيا، وفي المقابل تتعاون أمريكا مع السعودية في هذا الملف وتسعى هي الأخرى للتقرب من قطر وتركيا أيضا و إبعاد قطر عن إيران و إبعاد تركيا عن روسيا وبهذه الطريقة أمريكا مضطرة لممارسة دور جديد في سوريا لارضاء الأتراك وسحب البساط التركي من تحت أقدام الروس، وهذا بدا خلال قمة العشرين في الأرجنتين بعد لقاء بين ترامب واردوغان ليدور الحديث حول صفقة طائرات إف 35 مقابل الصفقة التي تدور برأس الرئيس الروسي بوتين و أردوغان بشأن منظومة صواريخ S400 .
على هذا النحو يسعى الأمريكان لقتل التقارب التركي الروسي الذي حدث بعد قضية اعتقال الأتراك للقس الأمريكي، لكن بعد إن أفرجت عنه بدت سياسة البلدين تتقارب شيئا فشيئا ويزداد التواجد الأمريكي في شمال شرق سوريا، وتبني واشنطن المزيد من القواعد الأمريكية الصغيرة هناك .
أما دورها السياسي في الثورة السوريا فبدا واضحا من خلال الحكم على أستانا11 بالفشل لتتيح لنفسها فرصة في الحل السياسي في سوريا واتهام النظام بقصف أحياء في مدينة حلب بالغازات، كي تتهم المعارضة وبهذا يسعى الأمريكان إلى تبرئة المعارضة للوصول للحضن التركي و إعادة العلاقات وترك روسيا و إيران خارج الحلقة .
ربما تشهد الأيام القادمة عودة الدعم العسكري الأمريكي للمعارضة، وخاصة للفصائل التي تعتبرها معتدلة، ولا سيما الجيش الحر الذي اعتمد على الجانب التركي في العام الحالي، وتعود لهجة السعودية وقطر لحدتها وتصريحاتها السابقة ضد نظام الأسد، فيما ستكون في ظاهرها و باطنها مصلحة سياسية وعسكرية للمعارضة .
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود