هناك لعبة تدور منذ اندلاع الحرب في سوريا، تتمحور حول إقامة إقليم كردي مستقل في شمال البلاد، من المحتمل أن يكون متصلًا بالبحر الأبيض المتوسط.
الحملة التالية واضحة المعالم، توحيد إقليم شمال العراق مع نظيره في سوريا.
أما الحملة التي تليها، فيعتبر ها البعض نظرية مؤامرة، بينما يعتقد البعض الآخر أنها الحقيقة بعينها. وتتمثل في إقامة دولة كردية في الشرق الأوسط بعد ضم أكراد تركيا إليها عقب توحيد الشمالين في العراق وسوريا.
الجزء الأول من السيناريو يسير بدقة كما أُريد له!
العالم الغربي بأسره تقريبًا، وعلى رأسه حليفتنا الولايات المتحدة، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، شريكًا له في المنطقة.
بل إن الولايات المتحدة تجاوزت ذلك بمرحلة لتعلن للعالم بأسره أنها اختارت حزب الاتحاد وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب قوة برية في مواجهة تنظيم داعش، وأنها سوف تمده بالسلاح.
عارضت تركيا تصرف حليفتها الولايات المتحدة، ولوحت بأنها ستلجأ إلى التقارب مع روسيا في المنطقة.
غير أن التلميحات الواردة من موسكو في الآونة الأخيرة لا تسر أبدًا.
تبين أن روسيا نقلت إلى تركيا، خلال قمة بخصوص سوريا عُقدت على مستوى وزراء الخارجية في الفلبين قبل أيام، طلبها بأن يشارك حزب الاتحاد الديمقراطي كطرف في المفاوضات الخاصة بسوريا.
لا تريد روسيا التفريط لصالح الولايات المتحدة بالورقة الكردية، التي تزايدت شعبيتها في سوريا في الآونة الأخيرة. وهي تقدم على خطوات ملموسة في هذا الاتجاه منذ بداية الأمر.
يا ترى أيهما يحب حزب الاتحاد الديمقراطي أكثر، الولايات المتحدة أم روسيا؟ وبينما تدور أحداث اللعبة هناك حقيقة لا بد لنا من إدراكها، وهي أن الولايات المتحدة وروسيا لن تديرا ظهرهما لخزب الاتحاد الديمقراطي بناء على طلب تركيا، على العكس من ذلك، حتى لا تتيح كل منهما الفرصة للأخرى، ستعملان على التقرب أكثر من الحزب يومًا بعد يوم.
ويبدو أن مشروع إنشاء إقليم كردي مستقل في شمال سوريا سيتحقق إن عاجلًا أم آجلًا بدعم من الولايات المتحدة وروسيا على حد سواء، رغم كل الاعتراضات التركية.
وبعد ذلك، ماذا سيحدث وكيف؟ هذا ما سنراه معًا.
ترك برس