في الشمال السوري، أطفال فقدوا أهلهم وفقدوا معه الحياة بحنان الأم ودلال الأب ورعايته. حكاية ثلاثة أطفال أخوة من العراق، خسروا والدهم ومعه وأمهم.
أفاد مدير إحدى المدارس في المخيمات المحيطة بمدينة دركوش شمال سوريا، بوجود ثلاثة أطفال منفصلين عن ذويهم :
الطفل الأول: ذكر عمره 8 سنوات.
الطفل الثاني: أنثى عمرها 7 سنوات.
الطفل الثالث: ذكر عمره 2.5 سنة.
ويعيشون في خيمة أحد أقاربهم بعد أن تخلت عنهم أمهم لمصير مجهول.
تفاصيل الانفصال:
بعد وفاة الأب بسنتين لجأت الأم مع أطفالها إلى سوريا ومنذ 6 أشهر تزوجت برجل عراقي الجنسية أيضا ولديه أطفال وقرروا السفر إلى تركيا بحثاً عن عمل مصطحبين معهم الأطفال. ومنذ فترة ثلاثة أشهر عادت العائلة إلى سوريا من جديد نتيجة لعدم توفر فرص عمل للزوج واستقرت في إحدى القرى بريف إدلب.
تخلت الأم عن الأطفال بتاريخ 8/2/2019 في سوريا بمنطقة دركوش بعد تعرضهم للعنف الجسدي على يد زوجها وأولاده، والأم نفسها، فقام ابن عم الأم (أبو محمد) المقيم بالمخيم بأخذ الأطفال والاهتمام بهم، وأصبح هو مقدم الرعاية لهم.
(أبو محمد) يصارع الحياة ليل نهار ليأمن قوة عيش أسرته، وزادت على كاهله الأعباء بعد تعاطفه مع حالة الأطفال الثلاثة وقرر رعايتهم بإمكانياته البسيطة.
شعرهم أشعث، ثيابهم متسخة، كان الأطفال يعانون من آثار نفسية سيئة نتيجة تعرضهم للعنف الجسدي.
من خلال الحديث معهم قال أخوهم الأكبر:” تخلت عنا أمي بعد أن تعرضنا للضرب من زوج أمي وأولاده، ولا نريد البقاء هنا، بل نريد الذهاب إلى عمنا في تركيا أو جدنا المقيم في العراق “.
وبالتواصل والتنسيق مع إحدى المنظمات الإنسانية من قبل إدارة المخيم تم تسجيلهم كأطفال منفصلين وغير مصحوبين، وقدمت لهم الدعم اللازم وإحالتهم الى إدارة شؤون المهجرين.
تم نقل الأطفال من قبل إدارة شؤون المهجرين بتاريخ 20/2/2019 إلى مركز عبد الحميد لرعاية الأيتام والأرامل التابع لجمعية فتح دار في كفر لوسين الذي يعمل بالتنسيق مع منظمة (ihh) التركية، للعمل على لم شمل الأطفال مع جدهم في العراق.
ألقي القبض على الأم وزوجها بتاريخ 3/4 /2019 عند محاولتهم العبور إلى تركيا. بعد أن قدمت شكوى ضدهم من قبل مقدم الرعاية، توقف الزوج لفترة في التحقيق لقيامه بتعنيف الأطفال، بعد الإفراج عنه لم يكن منه إلا أن طلق زوجته على الفور.
ذهبت الأم لعند لأطفالها بمركز عبد الحميد ليتم نقلها مع أطفالها الى العراق.
وبالتواصل مع مقدم الرعاية (أبو محمد) أفاد بأن الأطفال وأمهم وصلوا العراق والآن يعيشون مع جدهم فيما ذهبت الأم لتعيش مع أهلها.
هذه إحدى آلاف الحالات التي تخلفها الحروب و يدفع ثمنها أطفال لم يعرفوا من الطفولة إلا اسمها، حرب خلفت دماء و دمار و فقدان و انفصال ، فكيف لها أن تنزع عاطفة الأمومة من قلب أم؟!
بقلم أحمد حاج علي