في زمن يتهافت فيه الجياعُ وسطَ دمشق عاصمة الأمويين على رغيف الخبزِ، والطوابيرُ تصل إلى كيلومترات، والشيوخُ مع الصغار يقفونَ ساعاتٍ وساعات للحصول على رغيفِ خبزٍ يسند أمعاءهم الخاوية، تطل علينا أم تالا.
شاهد.. يكون الأخ سبب مآسي أخيه، بسرقة أرضه، وزجِّ أخيه الآخر بالسجن
اسم ربما يجهله الكثير من السوريين، لكنه جنديٌّ مجهول، أو بالأصح مجرمٌ مأجور، قاتل السوريين في لقمة عيشهم المغمسة بالدم، وقاسمهم بها وحاول أن يبتلعهم أيضاً.
نشرت مواقع التواصل مزاداً علنياً في دمشق، في 25 من كانون الأول 2020، ليثير موجةً من السخط والازدراء، فكيف تباع تلك السيارات الفارهة في عاصمة الفقراء؟ عاصمة يتفشى فيها الجوع والفقر والوباء ..سبحان الله، يالها من مفارقة..!
والغريب أنه تزامن مع نشر رواد التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لبيع سيارة بمبلغ 765 مليون ليرة سورية، وتداولوا على أنه مبلغ أحلام، بالنسبة لمواطن لايكاد يصل مرتبه الشهري لحدود المئة ألف ليرة، ونسوا أم تالا..!
أم تالا ” ريم عدنان الطويل” اشترت ثلاث سيارات من المزاد المذكور أعلاه، بمبلغ يصل إلى نحو “مليار ومئة وستة وسبعون مليون ليرة سورية”.
وذلك من مرتب عملها سكرتيرة في مكتب “أبو علي خضر” صاحب شركة “ايما تل”٠
ومن هو أبو علي خضر؟؟ صاحب بقالة في ال 2015، ثم أكبر اقتصادي سوري في ال 2020، وصاحب شركة “إيما تل” وشركة “الياسمين للمقاولات” وشركة “إيلا للسياحة” و “إيلا للإعلام والإعلان” وشركات وعقارات كثيرة خفية عن أعين الناس، وصاحب القصر الذي أثار الجدل في ريف طرطوس بعد كشف صور له.
لكنها ليست أموال أبي علي، إنها أموال وخيرات سوريا التي تديرها شبكات قريبة من رئيس النظام السوري، وواحد من سبعين رجل أعمال يعملون على دعم نظام الأسد اقتصادياً وتبييض أمواله المنهوبة.
وما أم تالا إلا واحدة من هؤلاء، لكنها أصغر حجماً من أبو علي خضر أو “خضور كما يلقبوه”، فهي من ضمن شبكة صغيرة تتبع لشبكة أكبر ثم أكبر ثم العائلة الحاكمة في سوريا، وهكذا يتداول هرم اللصوص خيرات سوريا وينهبونها.
ويبقى الفقير في مناطق سيطرته ينتظر رسالةً من البطاقة الذكية، ليحصل على جرة الغاز أو ربطة الخبز، ليحصل على قطرة من حقوقه المنهوبة، وعلى الطرف الآخر تقف أم تالا وأبو علي خضور والسبعون حرامي، يتاجرون باسم الشعب ويتنعمون بخيرات الأرض، وباسم المواطن ينادون وينشدون.
لكن هيهات… فأقنعتكم سقطت لتفضح وجوهكم المشوهة، وشعب ذاق طعم الحرية لن يقبل بأمثالكم مهما كلفه الثمن
إبراهيم الخطيب