وثق ناشطون بدير الزور أكثر من 1190 اسما للشهداء في المدينة وريفها خلال سنة 2015.
إلا أن الجهات القاتلة لهم قد تعددت، فبحسب ذات الإحصائية إن النظام قد قتل قرابة 677 شخص بينهم 91 طفل و63 سيدة، بينما تنظيم الدولة الإسلامية أوقع 503 ضحية فيها 48 طفل و27 امرأة، في حين أن طائرات التحالف قتلت 11 فرد ضمنهم طفلين وسيدتين.
يتواجد في دير الزور وريفها جميع أطراف النزاع، ففي العام الثاني من الثورة استطاع الثوار بسط سيطرتهم على أكثر من 90% من أراضيها التي كانت تسيطر عليها قوات النظام السوري، وبقي بيد النظام بعض الأحياء داخل مدينة الزور كالجورة والصناعة والقصور، محتمين بآلاف المدنيين داخلها، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية في منتصف سنة 2014 تقدم من العراق عبر البوكمال شرقاً وعمل بواسطة الأسلحة المتطورة التي اغتنمها من الجيش العراقي على بسط سيطرته ونفوذه على تلك المناطق وطرد الثوار منها ليتقاسم هو والنظام حالياً السيطرة على المحافظة.
وبهذا غدت محافظة دير الزور بكثرة أعداد التنظيم داخلها سبباً رئيسياً لتدخل طائرات التحالف الدولي بحجة التخلص من القاعدة والإرهاب في 19 سبتمبر 2014، تلتها مقاتلات روسيا التي بدورها أيضا ضربت مواقع للتنظيم بعد دخولها لمساندة نظام الأسد في أواخر سبتمبر 2015، أصبحت المدينة تحت غارات وصواريخ كل الجهات المتنازعة.
” فداك يا دير الزور” كلمات رسمها أهالي كفرنبل في ريف إدلب على لافتة تضامنا مع سكان دير الزور، المحاصرين من قبل النظام والتنظيم، خاصة في الأوضاع القاسية من انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المواد والمحروقات ضمن الشتاء القارص الذي بأمطاره ينذر بحدوث فيضانات بمياه نهر الفرات لارتفاع منسوبها ويشكل خطراً على كل المناطق المحيطة به، وكانت آخر شهيدة يقتلها البرد والحصار أمس هي “زهرة عبد الباسط” 67 سنة في حي القصور وفق ما أورد ناشطون.
النظام يحشد من جهة والتنظيم من الجهة الأخرة، حيث ذكرت شبكة أخبار دير الزور وصول تعزيزات لقوات النظام عن طريق الطيران المروحي من ميليشيات الدفاع الوطني وقوات المغاوير من محافظتي الحسكة وريف دمشق وشوهد العديد منهم بأسواق الجورة والقصور وهم يلبسون اللباس المدني وأغلبهم من أبناء محافظة الحسكة، هذا بالإضافة للمئات من عناصر التنظيم قد تم سحبهم مؤخراً من مواقعهم في ريف حلب الجنوبي والرقة إلى دير الزور بغية اقتحام مناطق سيطرة النظام وبالفعل قد سيطر على حي الصناعة بعد معارك كبيرة مع النظام سقط فيها قتلى للطرفين مع ضحايا مدنيين.
ليس فقط المدنيين هم الضحية في دير الزور، فالبنية التحتية باتت أكثرها مهدمة، مما أدى للتضيق الاقتصادي الكبير على سكانها المترافق بالحصار والصمت الدولي السائد.
محار الحسن
المركز الصحفي السوري