بين الحنين والحزن أورقت حروف من معاناة السوريين، وجاء رمضان الذي نحب وننتظر حزيناً هذا العام؛ فمع فقدان الكثير من الأهل الذين نحبهم، ومع ازدياد غضب النظام وللعام الخامس على التوالي ازدادت معاناة الأهل في سوريا ولم يعد بمقدورهم ممارسة طقوسهم الدينية وعاداتهم الاجتماعية الخاصة بدينهم بالشكل الطبيعي، واستمرار قصف النظام للمناطق الخارجة عن سيطرته وازدياد الحقد على الأهالي المسالمين زاد الألم.
تقول “أم خالد” من مدينة إدلب المحررة ” لم يكن في جعبتي سوى القليل من المال أذخره لشراء بعض الطعام لصغاري في السحور والاستعداد ليوم غد أول أيام شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك، وبينما كنت أتجول في سوق المدينة علا صوت انفجار ضخم فقد أسقطت طائرة روسية صواريخها المدمرة مستهدفة أماكن التجمع للأهالي وخصوصاً بعض الطائرات ترمي حمولتها المميتة وفقاً للمشاهدة، أضرمت النيران في محلات التجار وأوقعت إصابات في صفوف المدنيين العزل.. يا لها من كارثة إنسانية وجريمة بحق أرواح الأبرياء، ولم تكتف بتلك الغارة فقد أسقطت في أماكن أخرى متفرقة من المدينة، بلغت حسب الاحصائيات عشر غارات، ولسان حال الطائرات الروسية يقول.. هذه الطقوس الجديدة لرمضانكم.. إن عشتم أيامه القادمة”.
كما تكشف جارتها المرافقة لها “أمسكت أم خالد بيدي المرتجفتين وسرنا للبيت على خطىً مسرعة لتفقد الأبناء فالخوف من صوت الغارات يرهق قلوبهم الصغيرة.. فمن ذاق ألم الفقد.. يبقى خائفاً للأبد”.
تتابع أم خالد حديثها” جلسنا على سفرة السحور، دون رغبة في تناول الطعام.. فهدايا النظام لقدوم رمضان من مشاهد الموت والدمار حالت دون ذلك، لكن كلمات زوجي المفقود وذكريات ابني الشهيد كانت مكدسة في الذاكرة.. وزادت في صبرنا على ظلم لا يطاق”
كما أن جارة إدلب وتوأمها “حلب” أيضاً لم يترك نظام الإجرام لديها حرمة لشهر رمضان.. فقد أظهرت الصور الملتقطة للقصف الليلي الذي تتعرض له أحياء المدينة من صواريخ الطيران الحربي وبراميل الطيران المروحي شهداء وجرحى عالقون تحت أنقاض منازلهم.. ودمار هائل في الأحياء السكنية ومشاهد يعجز اللسان عن نقاها وتنفطر لها القلوب حزناً وألماً.
يكشف أبو مازن من حلب(25 عاماً) عن حزنه الشديد من جراء القصف الحاقد” لم أستطع إطعام والديّ المسنَّين إلا بقليل من حبات التمر وما يسد الرمق.. ورمضان سيكون مرهقاً لهم بيومه الصيفي الطويل وتعب أعصابهم من الطيران زاد في المعاناة.. لكن قوة إيمانهم بالله وبنصره القريب على الظالم مهما علا وتجبر.. زادت من الصبر والعزيمة”.
يدمدم “أبو مروان” أحد الناجين من قصف لا يرحم وبصوت عالٍ” سنصلي التراويح في المساجد وسأعمد إلى الصلاة كل يوم في مسجد لأعلن شعائر الله في شهر الخير والبركة رمضان، متحدياً طائرات العجز والجبن التي ستستهدف بيوت الله الأمنة، لتمنع شعائر الدين والصلاة المقدسة للمسلمين في شهر رمضان”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.