وجه الرئيس أردوغان رسالة إلى أمريكا خلال خطابه الأخير. في الواقع خاطب أردوغان العالم بأكمله, خاطب الدول التي تخفي الحقد والكراهية وتظهر الصداقة والمودّة تجاه تركيا والإسلام. وتأتي أمريكا على رأس هذه الدول. إذ أصبحت أمريكا مثل دمية في يد العقل الشيطاني الذي يتحكم بالعالم. ما الذي يريدون فعله؟ ما لم يستطيعوا فعله في الحرب العالمية الأولى، أي يريدون إكمال تقسيم الأناضول.
يريدون محاربة تركيا. يرديون أن تنتشر الفوضى داخل تركيا، أن تتجزء وبالتالي أن تنهار. يريدون أن تدخل تركيا في صراع مع الدول المجاورة لها، وبالتالي أن تنقص قوتها، ثم تنهار وتسلّم نفسها. أمريكا تتظاهر بمظهر الحليف والصديق، في حين تعزز علاقاتها مع التنظيم الإرهابي بي كي كي. ألا يقيم زعيم تنظيم الكيان الموازي في أراضيهم؟ ماذا يعني أن تتظاهر بدعم القوات المسلحة التركيا في سوريا، والتعاون مع بي كي كي من جهة أخرى؟
ألم يصبح بي كي كي جيش أمريكا الغامض تقريباً؟ علاوة على ذلك، ألا تقوم بذلك بشكل علني؟ ألا يرى الجميع أن أمريكا تسعى إلى تأسيس دولة لبي كي كي في الجنوب التركي؟ ألا تعامل أمريكا المنظمات الإرهابية على أنها دولة رسمية؟ ألم تبدأ بالتعاون مع هذه المنظمات خلال مداخلاتها في سوريا؟ ألا تدل هذه العلاقات والأحداث على التخطيط لمحاولة احتلال الأناضول مرة أخرى، أليست أمريكا في قلب وجوهر هذا المخطط؟
هل حلف الشمال الأطلسي “الناتو” حليف أم عدو بالنسبة إلى تركيا؟
إن موقف أمريكا “القائد الخفي للناتو” واضح خلال ما ذكرته مسبقاً. لذلك فإن الناتو هو أحد أعداء تركيا الذين يُظهرون أنفسهم على أنّهم أصدقاء لها.
ما الطرف الذي اختارته الدول الأعضاء في الناتو للوقوف إلى جانبه خلال هجمات بي كي كي التي تستهدفت تركيا بشكل مباشر منذ عام 1984 إلى الوقت الراهن؟ ألم تقم الدول الأعضاء في الناتو بحماية عناصر ومؤيدي بي كي كي لسنوات؟ ما هو عدد عناصر بي كي كي الذين طالبت تركيا بإعادتهم وأجابت هذه الدول مطالب تركيا بشكل رسمي؟ ألم يكرر الرئيس أردوغان ذكر هذه المسألة خلال خطاباته؟
الخلاصة، إن الناتو والدول الأعضاء اختاروا الانحياز إلى جانب بي كي كي ومؤيديه منذ بداية الأمر.
الناتو يدعم ويساعد الإرهاب:
ألا يقوم الناتو بحماية ومساعدة الإرهابيين المتنكرين بمظهر جنود أتراك؟ علاوة على ذلك، تفعل ذلك دون خجل وبشكل علني ومثير للاشمئزاز. هؤلاء المتظاهرون بمظهر الضباط هم خونة، مجرمون وإرهابيون. وينتمون إلى تنظيم الكيان الموازي. والبعض منهم ما زالوا فارين ولاجئين لدى الناتو. إذن أليس الناتو بحد ذاته هو من يدعم ويساعد الإرهاب؟ في الواقع، إن هذه المنظمة الغريبة التي تدعى “الناتو” تشكل مصدر خطر بالنسبة إلى الجمهورية التركية. إلى جانب ذلك، هرب من كان من عناصر تنظيم الكيان الموازي ولكن ليس بمظهر جندي إلى الدول الأعضاء في الناتو. بل لجؤوا إلى هذه الدول، كما أعطت هذه الدول رواتباً لهؤلاء. هل تليق هذه التصرفات بمفهوم الحلف والصداقة؟
العداوة، هي التفسير المنطقي الوحيد لكل ما يجري من أحداث.
ترك برس