تعرض العديد من السوريين منذ بداية رحلة تشردهم إلى دول اللجوء وحتى الآن من مشكلة ابتعاد الأطفال عن المدرسة واتجاههم نحو الأعمال الحرة، ومن جهة أخرى مشكلة عدم امتلاك أوراق ثبوتية وخصوصا بالنسبة للأطفال المولودين حديثا، فهنالك الآلاف منهم في تركيا لا يملكون هذه الأوراق.
فقد بلغ عدد الأطفال السوريين المتواجدين في تركيا أكثر من مليون و300 ألف طفل بحسب منظمة اليونيسيف بالإضافة إلى 70 ألف طفل متواجد في مخيمات اللاجئين، ومعظم هؤلاء الأطفال مبتعد تماما عن الدراسة، وذلك لعدة أسباب منها تدهور الوضع المعيشي الذي لا يسمح للعديد منهم بتأمين أبسط متطلبات المدرسة، يقول “سامر” وهو يمسك بشهادته التي لم يستطع أن يحتفظ بسواها بعد خروجه من منزله في القصير بحمص، بأن أمنيته الوحيدة هي العودة للبكاء بعد صراخ أمه عليه لعدم حصوله على درجة تامة في امتحاناته… بدل البكاء على حرمانه من مدرسته وأصدقائه وأمه التي فقدها أثناء قصف النظام مدينته وسقوط برميل متفجر على منزلهم.
أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها إلى أن أكثر من 700 ألف طفل سوري في تركيا هم بعمر الدراسة، وأنه في العام الدراسي الماضي التحق 212 ألف طفل بالتعليم الرسمي في المرحلتين الابتدائية والاعدادية، وحوالي 485 ألف طفل آخر عاجز عن الوصول إلى التعليم
أما بقية الأطفال فقد انقطعوا عن اكمال دراستهم ولجؤوا للعمل لمساعدة ذويهم في الدخل، ما أدى إلى ظهور نسب مرتفعة لتشغيل الأطفال السوريين في بعض الأعمال المتعبة وغير المناسبة لأعمارهم وحتى استغلالهم في شبكات التسول، على الرغم من أن قانون العمل التركي يحذّر من عمل الأطفال ممن هم دون سن الخامسة عشر.
سليم ابن الثالثة عشر يقول بأنه قد تعرض لثلاث كسور متتالية في ذراعه جراء حمله بشكل خاطئ أحيانا للحجارة الثقيلة ولأكياس الإسمنت التي تزن خمسين كيلو غراما.. وذلك لصغر حجم جسده مقارنة بالثقل الذي يقوم برفعه ما أدى لتعرضه لتلك الكسور.
بالإضافة إلى قضية الأوراق الثبوتية التي لا يزال يعاني منها معظم السوريين في دول اللجوء، بحسب نائب رئيس الوزراء التركي هنالك أكثر من 152 ألف طفل سوري ولدوا في تركيا منذ اندلاع الثورة في سوريا، ويوجد نسبة كبيرة من هذه الولادات غير مسجلة بشكل رسمي عند أي جهة، فإلى متى سيبقى المواطن السوري يخرج من دوامة ليقع في أخرى من دوامات رحلة إثبات وجود أطفالهم، وهو كلما حاول أن يخرج من إحدى الحفر عاد للوقوع في حفرة أكبر.
المركز الصحفي السوري – يارا زيتون