في وقت تشن روسيا والنظام السوري أعنف هجمة على مدينة حلب بمختلف أنواع الأسلحة المدمرة والمحرمة دولياً والصواريخ الارتجاجية التي لم تسلم منها الملاجئ في ظل حصار الجوع والدم ودفن أطفالها أحياء, تطالب الأمم المتحدة المملكة السعودية بإيقاف الإجراءات القضائية بحق الأطفال وتصفه بالمقلق وتندد بالقصف السعودي الذي أدى لمقتل أطفال في اليمن.
وجاء هذا انطلاقاً من مبادئها لحماية حقوق الطفل ومنع إجراءات تعسفية بحقه, وشددت الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي على وضع نهاية لما وصفته بالتمييز “الشديد” ضد الفتيات، ولإلغاء القوانين التي تسمح بمقاضاة الأطفال بعد اجتيازهم سن الـ15 عاماً.
وتناقلت وسائل إعلامية نتائج لجنة الأمم المتحدة بعد مراجعتها لسجل المملكة فيما يخص التزامها بمعاهدة الأمم المتحدة لحماية حقوق الطفل, وقال التقرير، إن الأطفال فوق 15 عاماً يحاكمون مثلهم مثل البالغين وأن “إمكانية فرض عقوبة الإعدام على الأطفال لا تزال قائمة وهو ما يثير قلقاً عميقاً…لكن هناك أيضاً إمكانية فرض عقوبات وإساءة معاملة بما يشمل التعذيب مثل إمكانية الجلد وتطبيق عقوبات أخرى قاسية بشكل خاص, كما أدانت اللجنة — المؤلفة من 18 خبيرا مستقلاً — الضربات الجوية التي ينفذها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن والتي تقول إنها أسفرت عن قتل وتشويه مئات الأطفال.
في حين تناست الأمم المتحدة آلاف الأطفال السوريين الذين قتلوا منذ اندلاع الثورة على يد النظام وحلفائه , والهجمة الأخيرة التي سقط فيها مئات الضحايا بآلة الإجرام الروسية وبالأسلحة الحارقة والقصف المتواصل من قوات النظام, أسقط معنى الانسانية من قاموس البشرية, من أجل تنفيذ مشروعها في حلب القاضي بإخلاء المدينة من أهلها المدنيين والأطفال قبل الثوار, وإلا سيواجهون الموت بشتى الوسائل, من الجوع والعطش والصواريخ, بينما المجتمع الدولي والأمم المتحدة تكتفي بعبارات تنديد والتركيز على الجانب الإنساني بغض النظر عن آلة الدمار المستمرة.
ليخرج أخيراً المبعوث الدولي لسوريا بخطة لإنقاذ أطفال حلب, قائلاً إن آلاف الناس قد يموتون، وإن مدينة حلب قد تدمر بأكملها قريبا، إنْ ما لم ينسحب المقاتلون المتمردون من المدينة، وإنْ لم توقف سوريا وروسيا حملة القصف الجوي التي تقومان بها, وأنه مستعد أن يرافق مقاتلي جبهة فتح الشام بنفسه إلى خارج المدينة إذا كان هذا سيوقف القتال”, مدعياً أن روسيا والنظام تكافح جبهة فتح الشام في حلب ويسقط المدنيين والأطفال بالخطأ, قائلاً ” ألف شخص منكم يقررون مصير 275 ألف مدني. إذا قررتم أن تنسحبوا بكرامة وبأسلحتكم، إلى إدلب أو إلى أي مكان تريدونه، فأنا مستعد شخصيا لمرافقتكم”.
من جهته رحب وزير الخارجية الروسي بهذا قائلاً إن بلاده ستدرس مقترح مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا الداعي إلى خروج مقاتلي جبهة فتح الشام من أحياء حلب الشرقية لتجنيب المدنيين قصف الطيران السوري والروسي على حد زعمه, رابطاً دي مستورا الهجوم على حلب بوجود جبهة فتح الشام على الرغم من قلة وجوده بالمقابل مع الفصائل الأخرى.
وجاءت هذا التصريحات من المبعوث الأممي على خلفية عرض عفو من النظام السوري يوم الخميس بإمكانية خروج المقاتلين مع أسرهم إذا ألقوا أسلحتهم, في الوقت الذي تعهد بمواصلة الهجوم على المدينة واستعادة البلاد, ليصبح دي مستورا شريكاً في خروج مدينة بالكامل من أرضهم بحجة إنقاذ دماء الأطفال.
وتسعى قوات النظام وحليفته روسيا لخطة تهجير جماعي لكل مدينة أو بلدة لا تقبل بالمصالحة تحت الشعار الموت أو الخروج, ويبدو هذا واضحاً في ريف دمشق على الرغم من عدم وجود جبهة فتح الشام إلا أن المخطط مستمر, لتكون تصريحات دي مستورا بمثابة طعن بالثورة وإيجاد مبرر للروس بقصف مدينة حلب وشريكا قويا في خطة التهجير المتبعة.
المركز الصحفي السوري – سالم الإبراهيم