على بعد 500 متر من مبنى محافظة دمشق، قاع المدينة، سوق البؤساء، حي كامل يحتوي على كل ما يتمناه الإنسان الطبيعي صاحب القدمين، ابتداءاً من «علكة مستعملة» وانتهاءاً بـ»مجلات وأشرطة بلاي بوي عدد عام 2006»، المكان الذي يعتبر منطلق سيدات الكازينوهات القريبة، أصبح مؤخراً المكان الرئيسي لبيع «الأثاث المنزلي المسروق»، لكن ليس بعيداً عنه تستقر أيضاً أسواق «حرامية» أخرى بذات المهمة وبخبرات جديدة وعصرية.
السرقة بدمو
لا يستطيع عوّاد، 27 عاماً، الجلوس على الأرض بصورة البشر الطبيعية دون أن يقوم بعملية سرقة محترمة، لكن الأحداث الأخيرة فرضت عليه السرقة من أماكن ليست بعيدة عن مكان سكنه وبشكل أقل مما كان عليه سابقاً.
سرقة ساعة أو هدية معينة من أحد المحلات بينما صاحب المحل مشغول، أو سرقة علبة حلاوة أو معسل أو حتى معلبات على اختلافها، ثم تقبيل اليد «وجهاً وقفا» هو ما يفعل عوّاد مؤخراً.
اتجه أخيراً لافتتاح محل يجمع فيه خلاصة ابداعاته «السرقاوية» ويعرضها بأسعار مخفضة ويضرب السوق «عن بكرة أبيه» ثم وضع لافتة «هذا من فضل ربي» لتتبارك أعماله.
لم يوفر حتى أصدقائه، سرقهم، ثم نفى السرقات، واتهمهم باتهامه، لكنهم أخيراً نصحوه بالكف عن السرقة لأنها لن تحقق له مستقبل «المهندس» الذي يحلم به ، ثم عادوا وقالوا لجريدة زيتون « ما بيقدر.. الزلمة السرقة بدمو».
أنا سرقتك، عادي ولو
مجموعة محلات صغيرة في أحد الأحياء الموالية للنظام شمال غرب دمشق، افتتحت ببضائع مسروقة، لكنها جيدة مقارنة مع باقي أسواق السرقة، وبدأ الناس يتوافدون لرؤية البضائع «التازة»، وطبعاً الأسعار اختلفت باختلاف سعر صرف الدولار، طالما أن البائع لا يستطيع ضرب سمعته في سوق «الحرامية وسرّاقين بيوت الأكابر».
لكن المفاجئة هي أنه في أحد المرّات زار السوق، أحد الرجال برفقة زوجته، دون أن يعرفوا أن السوق مخصص للمسروقات الجيدة، وانصدموا بأن أحد أثاثات منزلهم التي سرقت يتم بيعها في هذا السوق.
أدركوا أن لا حلاً سوى الصمت طالما أن السارقين معروفين «بالإجرام أيضاً» قال حينها أبو نزار، وهو الرجل صاحب البيت المسروق لـ»زيتون»أنا أعرف تماماً حجم الإجرام في أصحاب المحلات تلك، وأحمد ربي أنني سكت، فأن يسرقوا بيتي طبيعي، لكنهم يستطيعون أيضاً سرقة أعضائي بعد قتلي، وقتها لن أستطيع حكماً من شراء أثاث منزل جديد».
لكن صاحب المحل اشتم رائحة الحقيقة وأدرك أن الرجل الذي يلمس البضائع بكل هذه «الحنية» هو صاحبها،لكنه أفهم صاحب البضائع الأصلية بالعيون « أنا سرقتك ، خليك كول، عادي ولو».
مبارح عفّشنا بيتك يا زلمة
تداخلت قصص «التعفيش» كثيراً في مناطق مختلفة من سوريا، إذ اختلف «المعفشون» على البضائع وتقاسمها، إلا أن وصول السرقة إلى منازل «المعفشين» أنفسهم هو ما لا يمكن السكوت عنه.
في أحد جلسات الأنس المسائية، اجتمع ثلاث أصدقاء، هم الأكثر خبرة في التخطيط والتدبير والتنفيذ لعمليات التعفيش، بشهادة أفرع مخابرات عديدة، إلا أن الجلسة طغى عليها «المشروب» وانتهت بالبوح بسرقات غريبة.
تزامت الجلسة مع تحول حي عش الورور بدمشق منتصف 2013 إلى ساحة معارك وخصوصاً في أطرافه مما استوجب على البعض ترك المنازل على أطراف الحي واللجوء إلى الأحياء الأبعد عن أماكن القصف مما جعل الأماكن «المقصوفة» بمنازلها خالية، ومصدر رزق «للأصدقاء الثلاث».
ياسر، 36 عاماً، أحد الشبان تحدث للآخرين عن كونه سرق منزل جارهم رغم اكتشافه أن الجار مازال يقيم في المنزل.
لكن المفاجئة عندما ردّ عليه محمد، 29 عاماً، بقوله «إي بيتك يلي بأول الحارة،أنا سرقتو يا ذكي»، ضحك الجميع حينها، وانتهوا بخطة تعفيشية جديدة لمنازل الأهل والأقارب والأصحاب.
السرقة بدمو
لا يستطيع عوّاد، 27 عاماً، الجلوس على الأرض بصورة البشر الطبيعية دون أن يقوم بعملية سرقة محترمة، لكن الأحداث الأخيرة فرضت عليه السرقة من أماكن ليست بعيدة عن مكان سكنه وبشكل أقل مما كان عليه سابقاً.
سرقة ساعة أو هدية معينة من أحد المحلات بينما صاحب المحل مشغول، أو سرقة علبة حلاوة أو معسل أو حتى معلبات على اختلافها، ثم تقبيل اليد «وجهاً وقفا» هو ما يفعل عوّاد مؤخراً.
اتجه أخيراً لافتتاح محل يجمع فيه خلاصة ابداعاته «السرقاوية» ويعرضها بأسعار مخفضة ويضرب السوق «عن بكرة أبيه» ثم وضع لافتة «هذا من فضل ربي» لتتبارك أعماله.
لم يوفر حتى أصدقائه، سرقهم، ثم نفى السرقات، واتهمهم باتهامه، لكنهم أخيراً نصحوه بالكف عن السرقة لأنها لن تحقق له مستقبل «المهندس» الذي يحلم به ، ثم عادوا وقالوا لجريدة زيتون « ما بيقدر.. الزلمة السرقة بدمو».
أنا سرقتك، عادي ولو
مجموعة محلات صغيرة في أحد الأحياء الموالية للنظام شمال غرب دمشق، افتتحت ببضائع مسروقة، لكنها جيدة مقارنة مع باقي أسواق السرقة، وبدأ الناس يتوافدون لرؤية البضائع «التازة»، وطبعاً الأسعار اختلفت باختلاف سعر صرف الدولار، طالما أن البائع لا يستطيع ضرب سمعته في سوق «الحرامية وسرّاقين بيوت الأكابر».
لكن المفاجئة هي أنه في أحد المرّات زار السوق، أحد الرجال برفقة زوجته، دون أن يعرفوا أن السوق مخصص للمسروقات الجيدة، وانصدموا بأن أحد أثاثات منزلهم التي سرقت يتم بيعها في هذا السوق.
أدركوا أن لا حلاً سوى الصمت طالما أن السارقين معروفين «بالإجرام أيضاً» قال حينها أبو نزار، وهو الرجل صاحب البيت المسروق لـ»زيتون»أنا أعرف تماماً حجم الإجرام في أصحاب المحلات تلك، وأحمد ربي أنني سكت، فأن يسرقوا بيتي طبيعي، لكنهم يستطيعون أيضاً سرقة أعضائي بعد قتلي، وقتها لن أستطيع حكماً من شراء أثاث منزل جديد».
لكن صاحب المحل اشتم رائحة الحقيقة وأدرك أن الرجل الذي يلمس البضائع بكل هذه «الحنية» هو صاحبها،لكنه أفهم صاحب البضائع الأصلية بالعيون « أنا سرقتك ، خليك كول، عادي ولو».
مبارح عفّشنا بيتك يا زلمة
تداخلت قصص «التعفيش» كثيراً في مناطق مختلفة من سوريا، إذ اختلف «المعفشون» على البضائع وتقاسمها، إلا أن وصول السرقة إلى منازل «المعفشين» أنفسهم هو ما لا يمكن السكوت عنه.
في أحد جلسات الأنس المسائية، اجتمع ثلاث أصدقاء، هم الأكثر خبرة في التخطيط والتدبير والتنفيذ لعمليات التعفيش، بشهادة أفرع مخابرات عديدة، إلا أن الجلسة طغى عليها «المشروب» وانتهت بالبوح بسرقات غريبة.
تزامت الجلسة مع تحول حي عش الورور بدمشق منتصف 2013 إلى ساحة معارك وخصوصاً في أطرافه مما استوجب على البعض ترك المنازل على أطراف الحي واللجوء إلى الأحياء الأبعد عن أماكن القصف مما جعل الأماكن «المقصوفة» بمنازلها خالية، ومصدر رزق «للأصدقاء الثلاث».
ياسر، 36 عاماً، أحد الشبان تحدث للآخرين عن كونه سرق منزل جارهم رغم اكتشافه أن الجار مازال يقيم في المنزل.
لكن المفاجئة عندما ردّ عليه محمد، 29 عاماً، بقوله «إي بيتك يلي بأول الحارة،أنا سرقتو يا ذكي»، ضحك الجميع حينها، وانتهوا بخطة تعفيشية جديدة لمنازل الأهل والأقارب والأصحاب.