قالت أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، إنها رفضت عروضاً للجوء السياسي من خصوم زوجها خلال أول لقاء يُجرى معها منذ سنوات عديدة.
وأضافت مسؤولة الاستثمار المصرفي السابقة: “نعم، تلقيت عروضاً بمغادرة سوريا أو الفرار منها. وتضمنت تلك العروض ضمانات سلامة وحماية أطفالي وضمانات مالية أخرى. ولم يكن الأمر يتطلب عبقرية لإدراك ما يسعى وراءه هؤلاء. فقد كانت محاولة متعمدة لتقويض ثقة الشعب بالرئيس”، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
ولم تسمّ الأسد في مقابلة باللغة الإنكليزية مع قناة “روسيا 24″ الرسمية أياً من الذين قدموا لها تلك العروض، لكنها قالت إن الأشخاص الذين قدموا لها تلك العروض التي وصفتها بـ”الغبية” لم يكونوا سوريين، بحسب ما قالته وكالة رويترز، الأربعاء.
ونادراً ما كانت أسماء الأسد، البالغة من العمر 41 عاماً وصاحبة الجنسيتين السورية والبريطانية والتي ولدت وترعرعت في لندن، تدلي بأي تصريحات صحفية خلال السنوات الأخيرة مع وقوع البلاد تحت نير الحرب.
وكان آخر ظهور إعلامي لها في عام 2011 بمجلة فوج بعنوان “زهرة في الصحراء”، حيث تم الإطراء على عائلة الأسد بوصفها “ديمقراطية حتى النخاع”، وتمت الإشادة بالإصلاحات القائمة في سوريا، قبل أن تسحب المجلة المقال وتمحو النسخة الإلكترونية منه مع تزايد أعمال العنف.
وكان والد أسماء دبلوماسي سابق ووالدتها طبيبة أمراض قلب سورية. وكانت مسلمة تتحدث العربية بالمنزل لكنها تذهب إلى مدرسة تشيرش أوف إنجلاند غربي لندن، حيث كان زملاؤها يطلقون عليها لقب “إيما”. وبعد التخرج في مدرستي كوينز كوليدج في ماريلبون وكينجز كوليدج بلندن، حيث درست علوم الحاسب الآلي، بدأت العمل بمصرف جيه بي مورجان في لندن ونيويورك.
وتزوجت من الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2000 ووقفت إلى جانبه أثناء مصرع مئات الآلاف من الأشخاص خلال النزاع. وقد ركز دورها في الشهور الأخيرة على الترويح عن عائلات الجنود الذين لقوا مصرعهم جراء القتال مع قوات المعارضة. وقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شخصية عليها.
ويأتي حوارها مع قناة روسيا 24 أثناء تقدم قوات الأسد نتيجة تدخل الكرملين في الحرب دفاعاً عن الأسد.
وخلال اللقاء الذي استغرق 30 دقيقة، أدانت أسماء، والدة الأطفال الثلاثة، باللغة الإنكليزية العقوبات الغربية على سوريا، وقالت إنها تضر بالمواطن العادي؛ كما أدانت التغطية الإعلامية الغربية للأزمة، حيث ذكرت أن الصحف لم تتناول معاناة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
ومع ذلك، فقد أقرت في رسالة استرضائية معاناة كلا طرفي الحرب. ووصفت وفاة آلان كردي، الصبي السوري الذي ظهرت صورته غارقاً على السواحل التركية لتمثل معاناة اللاجئين وإصابات عمران داقنيش، الطفل الذي انتشر مقطع مصور عنه بعد تصويره والدماء تغطي وجهه بعد الضربة الجوية التي دمرت منزله في حلب، بكونها مأساة.
وذكرت أنه “ليس هناك أسرة في سوريا لم تفقد عزيزاً لديها. واليوم يحضر الآباء جنازات أطفالهم بدلاً من حضور حفلات زفافهم”. وتحدثت عن أن حدة الأزمة الإنسانية في سوريا “لم يسبق لها مثيل ولا يمكن استيعابها”.
وشهد الشهر الماضي أكبر عمليات قصف جوي لشرقي حلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ بدء الحرب. وقد نشرت القوات الجوية الروسية والسورية أسلحة ثقيلة، من بينها القنابل التي أودت بحياة مئات المدنيين، خلال إحدى الحملات التي سبقت الهجوم البري لميليشيات الشيعة المتحالفة مع إيران وجنود الجيش السوري.
وقد اتهمت القوى الغربية روسيا باقتراف جرائم حرب محتملة خلال حصار حلب، التي أصبحت منعزلة تماماً عن المناطق المحيطة.
وأعلنت روسيا يوم الثلاثاء عن وقف مؤقت للضربات الجوية لمدة 8 ساعات لاعتبارات إنسانية وكي تسمح للمدنيين ومقاتلي المعارضة المرتدين بمغادرة البلاد. وذكر أهالي شرقي حلب أن الضربات الجوية قد توقفت في الصباح. وكان القصف الجوي يوم الاثنين أودى بحياة العديد من الأطفال الرضع، بالإضافة إلى 14 من أفراد أسرة واحدة، بحسب ما ذكره الناشطون.
وأدى تزايد الإحباط جراء الحملة الروسية إلى قيام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالإعلان خلال مؤتمر صحفي في لندن أن بلاده قد تزيد من دعمها للمعارضة من أجل تعديل توازن القوى.
هافنغتون بوست