في الهجمات الاخيرة على فرنسان والتي أودت بحياة اكثر من١٣٠ شخص وجرح المئات، كان لابد من إجراء التحقيقات خلال دقائق بسرعة الضوء والكشف عن هوية الفاعلين وراء تلك العمليات الإرهابية.
وقد تم ذلك وعرف المنفذون سريعا وكان من بينهم صاحب الجواز السوري الذي أصبح فيما بعد خبرا تتناقله وكالات الأنباء وأيضا جميع المواقع في الانترنت، ولم يخلو الخبر من سخرية الجميع
لانتحاري جمعوا أشلاءه المتناثرة وبقي جوازه السوري سليما ضد القنابل والانفجارات.
طبعا كل خذا خو هامش الحدث رغم غزارة معناه المختبئ وراء الاتهام للانتحاري الذي ينضوي تحت ظل داعش الارهابية.
التبعات التي تلت الهجمات
ولكن الموضوع يتحمل أبعاد كبيرة وخطيرة تنذر بوقوع المصائب الجديدة فزق رؤوس شعبا يبحث عن الأمان في بلاد باتت تعتبره عدوا خطيرا يهدد استقراراها، فبعد تلك الهجمات كان لا بد من ردة فعل سياسية وحازمة تجاه ما يجري، وكانت القرارات تتوالى تباعا، وأولها قرار منع استقبال أي مهاجر أو لاجئ من قبل الحكومة الفرنسية، أيضا إغلاق المساجد التي تعتبر رمز لكل المهاجرين المسلمين وليس فقط السوريين، والحركات العنصرية التي وجدت فرصة كبيرة لتنفيذ مواقفها بصراحة ضد السوريين المت افدين والمسلمين بشكل عام، وتمثلت بحرق القرآن والاعتداءات بحرق المخيمات وتهدد حياة اللاجئين، لم يتوقف هذا على فرنسا، فقد تمت الكثير من الاعتداءات في السويد بحرق المخيمات وألمانيا التي قد داهم العنصريون بيوت اللاجئين السوريين ووضع شعارات نازية فيها، وأيضا عمليات قتل ونهب متفرقة.
ووصل الأمر لأبعد من ذلك بكثير حيث قررت ست ولايات امريكية عدم استقبال اللاجئين على أراضيها، بل وحصر استقبالها للمسيحيين فقط في أقوى المواقف في التفريق العنصري حديثا، وفي سياسة التفريق الصارخ بين هذا اللاجئ الذي يستحق وغيره الإرهابي لمجرد أنه مسلم.
وقد توالت التصريحات التي تريد منع تدفق اللاجئين السوريين لأروبا يشكل تهديدا للعديد من الدول، بينما تناسى كل قادة هذه الدول أن اللاجئ السوري هارب من أشكال الارهاب جميعها في سوريا، والتي لا تفرق بين فرنسي وسوري.
لعبة الغميضة السياسية المقصودة
بتزوير الاوراق السورية!؟؟
ظهر صحفي بريطاني بعد التفجيرات والتصريحات بأن اللاجئ الإرهابي وراء عمليات التفجير، وكان قد أمسك بجواز سوري وهوية سورية تحمل صورته بتكلفة ٢٠٠٠ دولار موضحا بطريقة جلية أن الأمر أسهل ما يكون في اللعب بالأوراق السورية، مقابل مبلغ زهيد نسبيا، ومن المعروف أن الكثير من الجزائريين والمصريين والمغربيين، بالفعل زوروا أوراقا رسمية بمبالغ أقل وعبروا بها لبلاد اللجوء في تحد سافر لمصيبة السوريين والتسلق فوق جثث من يغرقون في البحر بحثا عن أمان أوروبا، الدول الأوروبية تعلم هذا شديد العلم ، فألمانيا فتحت مراكز خاصة للإبلاغ عن كل لاجئ ينتحل شخصية لاجئ سوري
والأعداد كبيرة بل وقد تعادل نصف عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا.
والحصول على جواز مزور يتم في تركيا، أو من قبل النظام السوري، الذي يستغل رغبة السوريين في الهروب من جحيم الحرب.
ما الغاية من اتهام اللاجئين
السوريين بالإرهاب؟
لا يحتاج الأمر برمته لتفكير كبير من حيث وجهة نظر البعض، فالغالبية من اللاجئين السوريين والمحللين أيضا، أن هذه ما هي إلا حجة بالغة الذكاء لوقف توجه السوريين لأوروبا، فالاتهام المحصور بين السوريين يوضح أن الهدف هو إيقاف عملية اللجوء الكبيرة التي لم تعد اوروبا قدارة عب كبحها، وقد تبين بعد العمليات أن المدبرين مغاربة مقيمون في بلجيكا وغيرها، أيضا أوضح بالدليل القاطع أن بعض الانتحاريين ما زالوا أحياء ومنهم من يوج دفي فلسطين واليونان وأماكن أخرى، وهذا يوضح أن التحقيقات كانت فقط للاتهام جزافا دون أي تبيان للحقائق وتكليف نفسها بالبحث الحقيقي وراء السبب والمدبر الرئيس والذي يجد في كل هذا بيئة ناجحة للقتل أكثر وأكثر، فداعش لا تمثل السوريين ولا تنتمي لهم أصلا وإن فتشنا في أصل وانتماء هذا التنظيم لوجدنا أن تسعين بالمئة من منتسبيه، هم من المغاربة والجزائريين والتونسيين ومن جميع أقطاب الارض، ونسبة السوريين لا تتجاوز خمسة بالمئة، النظام السوري الذي يحقق مراده في بث الرعب على طريقته بتغذية الإرهاب، في مناطق سورية ويصدره للخارج، بات على يقين أن الدنيا كلها تجرمه على الورق بينما تجرم الشعب السوري
بسوء المعاملة والانتقام بشتى الطرق والأساليب
وهذه آخر المطاف باتهام من يهرب من الحرب
ليصنع حربا في بلاد أخرى!!!
كيف ذلك، سيتساءل البعض، والإجابة في متناول اليد، يكفي أنك من الشعب السوري!!
المركز الصحفي السوري ـ زهرة محمد