سياسة رئيس النظام السوري بشار الأسد وحربه على السوريين، منذ بدء الثورة السورية عليه، وما ترتب على الأخيرة من تدمير للاقتصاد السوري الذي هبطت فيه الليرة إلى مستويات فقدت فيه أي قيمة تذكر، دفعت بحكومة الأسد إلى الكشف عمّا يخبّئه السوريون “تحت البلاطة” من نقود ومقتنيات، وما في أيدي النساء من أساور وحلي، كما أخبر بذلك وزير التنمية في حكومة النظام حسان النوري.
فقد قال حسان النوري، متجاهلاً كل الخراب الذي أصاب الاقتصاد السوري بعد حرب الأسد على معارضيه منذ عام 2011، في مؤتمر نظّمته “شبيبة الثورة” إن الشعب السوري “غنيّ بأخلاقه وثقافته وبأساور نسائه وما تحت البلاطة” مضيفاً: “فإذا نحن ما عمّرنا بلدنا بجيوبنا لا يظبط (لا ينجح) سوق العمل”. على حد ما ذكرته “الوطن” التابعة لنظام الأسد في عددها الصادر يوم الاثنين 15 الجاري.
ووجّه انتقاداً للشباب، في سوريا، لأنهم “يتجهون نحو البعد الاستهلاكي” ويعطي مثالا عن ذلك الاستهلاك بعدد جوالات الآيفون التي ازدادت “في البلاد بشكل كبير” على حد قوله. معبّرا عن “حرقة قلبه” لهذا “الاستهلاك” لدى الشباب، مع أنه، هو نفسه، ليس محاربا لذلك، كما عبّر في ذلك اللقاء.
وركّز النوري في كلامه الذي وجهه لفئة الشباب، على مبدأ “إعادة الإعمار” لما دمّرته حرب الأسد في البلاد، مؤكداً أن على دولة النظام “خلق جو بيئي يتوافق مع سوق العمل عبر تحديث التشريعات التي تتوافق مع عملية إعادة الإعمار بالتعاون مع المؤسسات الاقتصادية التي تتعاون مع الحكومة”.
وأكد الوزير في حكومة الأسد أن اقتصاد الدولة “لا يُبنى على مئة عائلة” مشيرا إلى وجود “توجه لتشجيع الاستثمار الشبابي والطبقة المتوسطة وإحيائها من جديد”.
ويأتي كلام النوري عن مدخرات السوريين “تحت البلاطة” وما تحمله معاصم النساء من أساور وحلي، في الوقت الذي هبطت فيه قيمة العملة الوطنية “الليرة” إلى مستويات غير مسبوقة، دفعت بالسوريين إلى الاعتماد على سلة عملات أجنبية مضمونة القيمة واقتناء المعادن الثمينة، بعدما تدهور اقتصاد البلاد وعملتها الرسمية “إلى الحضيض” كما يشير الاقتصاديون ومراكز الأبحاث المتخصصة في هذا المجال.
وأشارت صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر اليوم الأربعاء، إلى أن فئة الشباب “الاستهلاكيين” الذين أشار إليهم الوزير حسان النوري وقصدهم في كلامه هم “طبقة أمراء اقتصاد الحرب، ومنهم ضباط قوات النظام ورجالهم من العاملين على الحواجز ومقاتلي الميليشيات الذين يجنون أموالا طائلة من عمليات سرقة المناطق المستولى عليها”. على حد قول تقرير الصحيفة الذي عرض جانباً من تصريحات الوزير النوري حول “إعادة البناء” وحليّ النساء السوريات وما يخبّئه السوريون “تحت البلاطة”.
العربية