أدار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ظهره لحلب وللآلاف من المسلحين بداخلها. وأعلن الجمعة أن دور بلاده سيقتصر على فتح الأبواب أمام اللاجئين الهاربين من المدينة المحاصرة لعدة أشهر.
وبدل الشعارات التي كان يلوح من خلالها بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، لجأ أردوغان إلى إطلاق تصريحات أدبية عن التضامن والأطفال في حلب متناسيا أن بلاده كانت طرفا رئيسيا في دفع المعارضة إلى التمسك بالحسم العسكري ثم تخلت عنها في سياق سعيها لاسترضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الرئيس التركي الجمعة، إن “الأطفال الأبرياء ليسوا فقط من بقوا تحت أنقاض مدينة حلب السورية بل البشرية جمعاء والضمير الإنساني”.
جاء ذلك في رسالة له نشرها المكتب الإعلامي للرئاسة التركية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من ديسمبر.
وأضاف أردوغان “تركيا فتحت أبوابها في هذه المرحلة لأكثر من 3 ملايين لاجئ”.
واعتبر نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات في برلين، أن كلام أردوغان لدغدغة الأحلام القومية أو العثمانية لكسب المزيد من رضى الشارع التركي، الذي تصور وسائل الإعلام التابعة للحكومة له بأن هناك مؤامرة عالمية تستهدفه على غرار النظام السوري.
ويرى خليل في تصريح لـ”العرب” أن تركيا تجاوزت مرحلة السعي لتحقيق نفوذ لها في العراق وسوريا، بل دخلت مرحلة التنفيذ، قائلا “لم يبق أمام أردوغان في سوريا سوى بعض المجموعات العسكرية والسياسية التي يحاول من خلالها الإبقاء على موطئ قدم له بعدما اتفق على قضايا منها ترك حلب والاكتفاء بمناطق محدودة لن يستطيع الذهاب أبعد منها”.
وأشار إلى أن أردوغان لم يعد يهتم سوى بإرضاء بوتين، لافتا إلى أن “الرئيس التركي بات يخاطب الرئيس بوتين بالصديق العزيز”.
ومن الواضح أن الرئيس التركي تخلى عن حلب في مقابل استرضاء روسيا لرفع العقوبات الاقتصادية ضد تركيا، والاحتماء بها في صراعه مع أوروبا، وللتغطية على برود علاقته مع واشنطن التي يتهمها الإعلام التركي بأنها ساندت محاولة الانقلاب.
واعتبر مراقبون للشأن التركي أن أردوغان سحب اهتمامه بالملف السوري ليركز على حل أزماته الداخلية الكثيرة، وبينها أزمة العملة، وتوتر العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، فضلا عن التفرغ لتصفية الحساب مع خصومه السياسيين ومواصلة اجتثاث الآلاف من الموظفين، وغالبيتهم في مواقع متقدمة، ممن يتهمهم بالولاء لخصمه اللدود فتح الله غولن.
العرب