“في حال سقوط دمشق، سيرتفع العلم الأسود والأبيض المروع لداعش فوق سوريا… خلال شهور بعد سقوط دمشق، سيسقط الأردن ولبنان… داعش سيتوجه بعد ذلك إلى أوروبا”.
هذا ما قاله السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك الذي يمثل ولاية فرجينيا في مجلس الشيوخ الأمريكي خلال حواره مع التلفزيون الروسي في آذار/ مارس 2015م، مبررا تمسك أمريكا ببشار الأسد وأنه لا خيار سوي دعم السفاح بشار والحفاظ علي أركان نظامه العنصري النصيري الذي يقتل المسلمين في سوريا منذ وصول المجرم الملعونة روحه حافظ الأسد لسدة الحكم، وليواصل خلفه الخبيث مسيرة القتل والهدم والترويع.
الغرب الصليبي يجاهر بالدفاع عن السفاح بشار الأسد، وما قاله السيناتور ريتشارد بلاك، هو لسان حال ساسة الغرب كلهم، ولتذهب حقوق الإنسان وعذابات السوريين إلى الجحيم!
ما دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه المعادلة؟
لعل أهم الدروس المستفادة من الانقلاب الصليبي الإرهابي الفاشل ضد النهضة التركية في 15 تموز/ يوليو 2016م، هو الرجوع إلى كلام الله الخالد “وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ”.
الغرب لن يرضي حتى تعلن تركيا تنصّرها أو تهوّدها… وطالما هذا من المستحيل، فإن علي تركيا أن تقود – بما لها من إمكانيات – معركة فتح دمشق التي يُسميها الغرب “سقوط دمشق”… وهذا أوان الاستعداد… فعقب تطهير الجيش التركي من الدنس وطرد العناصر الإرهابية العميلة، باتت الأجواء ممهدة لتقديم الدعم اللوجيستي والمادي والاستخباراتي لثوار سوريا، ومساعدتهم في فك الحصار عن حلب، وفتح قنوات مع ثوار دمشق، ووأد مخطط أمريكا بإقامة دويلة كردية تشكل مخلب قط يحارب تركيا ويستنزفها.
المثل يقول: خير وسيلة للدفاع الهجوم… وإسقاط عصابة بشار الأسد عمل يحمي الأمن القومي التركي، ويقلب الطاولة على رأس الغرب… فهل يفعلها أردوغان الذي خرج منتصرا من المؤامرة الأمريكية؟ وهل يُسجل له التاريخ فتح دمشق وتطهيرها من رجس عصابة الأسد، مثلما سجل التاريخ لمحمد الفاتح فتح القسطنطينية؟
ترك برس