قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، إنه “لا يمكن لأي جهة أن تمنعنا من القضاء على كافة التنظيمات الإرهابية التي تهدد دولتنا وشعبنا مهما كان من يقف خلفها أو يدعمها”.
جاء ذلك في كلمة متلفزة وجهها أردوغان بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، الذي يستقبله العالم الإسلامي، غدًا، هنأ خلالها “المسلمين في تركيا ومختلف أنحاء العالم، والإنسانية جمعاء بهذا المناسبة، معربًا عن تمنياته في أن يجلب العيد الخير والسلام للجميع”.
وشدّد الرئيس على أن “استئصال تنظيم داعش الإرهابي من سوريا، وشل حركته داخل المدن التركية، يُعد واجبا حتميًا على القيادة التركية أمام شعبها”، مشيرًا أن عملية “درع الفرات” هي أولى الخطوات بهذا السياق.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، في 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
وأشار أردوغان أن “تركيا باتت أكثر قوة واستقرارا وديناميكية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة” التي شهدتها منتصف يوليو/تموز الماضي على يد منظمة “فتح الله غولن”(الكيان الموازي) الإرهابية.
وتابع في ذات السياق “الشعب التركي أعطى رسالة صريحة لأولئك الذين تجاهلوا إرادته، وظنوا أنهم سيتمكنون من إخضاعه عبر الانقلاب، والإرهاب وأعمال العنف، وعلى هؤلاء أن يدركوا جيدًا أنهم من الآن سيواجهون دولة تركية متماسكة بجيشها وشرطتها وشعبها”.
واعتبر أن تركيا واجهت خلال المحاولة الانقلابية “خيانة لم يشهدها التاريخ”، مشيرًا أن “الإرهابيين الذين تستروا بالزي العسكري (منفذو الانقلاب) استهدفوا الشعب التركي بالدبابات والمقاتلات والمروحيات والأسلحة التي هي أصلا ملك لهذا الشعب”.
وأوضح الرئيس التركي، أن بلاده تسير نحو تحقيق أهدافها المنشودة لعام 2023 بكل عزم وإصرار، وتسعى لإنشاء تركيا قادرة على تنفيذ رؤيتها لأعوام 2053 و2071 من أجل خدمة الأجيال القادمة.
وتسعى تركيا لتحقيق سلسة من الأهداف بحلول العام 2023 الذي يوافق الذكرى المئوية الأولى لإعلان الجمهورية، ومن أبرزها الدخول في مصاف أكبر 10 قوى اقتصادية على مستوى العالم، إلى جانب أهداف أخرى لعامي 2053، و2071.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
الأناضول