قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن بلاده لا تنظر إلى إفريقيا على أنها قارة بكر، ولا تسعى إلى استغلال مواردها “بل تعتبر نفسها صديقا للقارة السمراء يوم الضيق”.
جاء ذلك في كلمة خلال مأدبة عشاء في قصر دولمة بهتشه بمدينة إسطنبول، على هامش مؤتمر دولي بعنوان “الصحة في إفريقيا”.
ولفت أردوغان إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإفريقيا ارتفع في 2016 إلى 17 مليار دولار أمريكي، بعدما كان قرابة 7 مليارات خلال 2005.
وأكد حرص بلاده على بناء تعاون طويل الأمد مع إفريقيا على أساس المساواة، والربح والاحترام المتبادلين.
وأردف: “بينما نزيد حجم تجارتنا من جهة، نخفف أعباء المظلومين الأفارقة بمساعداتنا الإنسانية من جهة أخرى”.
وشدد أردوغان على أن “إفريقيا هي القارة الأكثر ديناميكية وثراء اقتصاديا وتجاريا وبشريا، ولا يمكن لأي قوة أن تمنع تفعيل تلك الإمكانات”.
وأضاف: “رأينا في إفريقيا الدمار الذي خلفه أولئك الذين يعطون دروسا بالديمقراطية والقانون وحقوق الإنسان، ونحن نعلم جيدا لمن تدين الدول الغربية في ازدهارها الحالي”.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا أطلقت حملة في 2005 للانفتاح على القارة الإفريقية، وزادت عدد سفاراتها في دولها.
وأوضح أن عدد سفارات تركيا بلغ 39 سفارة في إفريقيا، فيما كان العدد 12 فقط قبل نحو 10 أعوام، في حين بلغ عدد سفارات الدول الإفريقية لدى تركيا 33 سفارة.
ونوه أردوغان أن الخطوط الجوية التركية تسير رحلات إلى 51 مطارا في 32 دولة إفريقية.
وكشف الرئيس التركي أن بلاده تبرعت بمساعدات عينية ومادية بـ 5 ملايين دولار لمكافحة وباء إيبولا الذي حصد أرواح 12 ألف شخص غربي إفريقيا.
كما كشف عن تخصيص منح دراسية لآلاف الطلاب الأفارقة للدراسة في تركيا.
وبين أردوغان أن الصومال يعد مثالا ملموسا يعكس الأهمية التي توليها تركيا للقارة الإفريقية.
وأوضح أن الصومال كان يعاني الجفاف في 2011، ويواجه الملايين خطر الموت، فيما العالم بأسره لا يكترث لما يجري في ذلك البلد، باستثناء تركيا التي لم تترك الصومال وحيدا في مواجهة الجفاف والمجاعة.
ونوه أنه زار الصومال في 2011، ومن ثم زاره مرتين، حيث بنت تركيا مطارا دوليا هناك، وافتتحت مستشفى متطورا، وقامت بأنشطة لدعم التعليم، فضلا عن تخصيص منح للطلبة الصوماليين للدراسة في تركيا، وحثهم على العودة إلى وطنهم لخدمته، وغيرها من المساعدات المتنوعة.
وتطرق أردوغان إلى الأحداث في مدينة القدس، وأشار إلى أن الجمعة يوم مقدس عند المسلمين، والشرطة والجيش وكافة القوى الأمنية (الإسرائيلية) اعتدت على المسلمين في القدس.
وأوضح أن “هناك نحو 350 جريحا، وثلاثة شهداء، وفق آخر حصيلة وردته”.
وشهدت مواقع متفرقة من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، الجمعة، مسيرات نصرة للمسجد الأقصى، ومواجهات مع القوات الإسرائيلية، رفضا للبوابات الإلكترونية التي أقامتها الشرطة الإسرائيلية على مداخل “الأقصى”.
وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل 3 فلسطينيين وإصابة أكثر من 400 آخرين جراء استخدام القوات الإسرائيلية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة في قمع المتظاهرين.
الاناضول