شنت قوات النظام والميلشيات الداعمة له وبتغطية جوية روسية هجوما عنيفا على أحياء حلب الشرقية بعد حصار دام 4 أشهر، سيطرت خلال هذا الهجوم على أغلب أحياء حلب المحاصرة محولة التراث الحضاري فيها لركام فوق رؤوس المدنيين، وحاصرت من تبقى من ساكني حلب الشرقية في 3 أحياء فقط، ليأتي بعدها ثمرة الاتفاق التركي-الروسي بإخراج المحاصرين إلى ريفي حلب وإدلب.. وكان هذا التطور العسكري على الأرض وقعه الكبير لعدد من الاتجاهات الدولية والمحلية:
#رأس النظام بشار الأسد
وصف بشار الأسد سيطرة قواته المدعومة من إيران وروسيا على مدينة حلب بالانتصار التاريخي قائلاً ان المرحلة بعد السيطرة على حلب تختلف عن المرحلة السابقة مشبهاً ذلك بالفرق بين قبل وبعد ولادة السيد المسيح ونزول الوحي على سيدنا محمد وسقوط الاتحاد السوفيتي… باختصار إنه انتصار تاريخي، وكأنه يجعل انتصاره على الشعب السوري، وقتله وتنفيذ المجازر بالكيماوي وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا شيئا يستحق الفخر.
#الاتفاق التركي-الروسي
أشار مصدر في الحكومة التركية الثلاثاء الماضي، إنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة حلب، ويمكن للمدنيين والمقاتلين مغادرة المدينة بحافلات إلى إدلب حتى ليل الأربعاء.
وأبلغ رويترز أنه سيكون بإمكان مقاتلي المعارضة حمل أسلحة خفيفة، بناء على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات بين تركيا وروسيا اللتين ستضمنان تنفيذه.
#الميليشيات الإيرانية تعرقل الاتفاق
منعت الميليشيات الإيرانية الأربعاء الماضي خروج أول قافلة من حلب الشرقية وبدأت بقصف الأحياء المحاصرة بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، فرد عليها الثوار بتفجير 3 عربات مفخخة قرب جسر الحج وشنوا هجوما عكسيا أدى لاستعادة الثوار منطقة جسر الحج، وقامت الطائرات الروسية بقصف تجمع للميليشيات المساندة للأسد غربي حلب لعرقلتها عملية الإجلاء، لكن الميليشيات طالبت بإخراج الجرحى من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف إدلب مقابل إخراج المحاصرين في حلب الشرقية.
#تجديد الاتفاق الروسي-التركي
تجدد الاتفاق الروسي-التركي يوم الأربعاء الماضي ليتضمن إخراج الجرحى من الفوعة وكفريا مقابل خروج أهالي حلب المحاصرين، وبهذا بدأت الحافلات بالخروج من مدينة حلب وتوجهت لريف حلب الغربي.
#معارك طاحنة بحلب وريفها في ظل عملية الإجلاء
أفاد ناشطون أن اشتباكات عنيفة تدور الآن بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة وفصائل جيش الفتح من جهة أخرى على محوري ضهرة عبد ربه وجبهة الملاح في حلب، في ظل عملية إجلاء المدنيين وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف وبمشاركة من الطيران الروسي، حيث شهدت الساعات الأخيرة تحليقا مكثفا للطيران الروسي وطيران النظام في سماء حلب وتنفيذه لعدة غارات بريف حلب الغربي ومنطقة آسيا وقرية البويضة الكبيرة بريف حلب الجنوبي, وتعمل فصائل جيش الفتح على صد هجوم الميليشيات الإيرانية الساعية للسيطرة على ضهرة عبد ربه.
#حزب الله يعرقل الاتفاق وينقض الهدنة
منع جيش الفتح دخول الحافلات إلى الفوعة وكفريا صباح الجمعة الماضي بسبب العدد الكبير للحافلات التي أرسلها النظام لإجلاء الحالات الإنسانية من الفوعة وكفريا ، 50 حافلة لإجلاء 200 حالة، هذا ما دفع حزب الله صباح الجمعة بعد عبور القافلة الخامسة من الحاجز الروسي وتوجهها للراموسة جنوب شرقي حلب لاعترض القافلة وأطلق النيران بشكل مباشر على الحافلات وطرد عناصر الهلال الأحمر المرافقة للقافلة واحتجزها ليعيدها بعد ذلك إلى داخل حلب المحاصرة بعد مصادرة الممتلكات من نقود وجوالات بعد أن أعتقل 10 شبان من القافلة واقتادهم لجهة مجهولة وقتل واحدا آخر من الشبان، وطالبوا بإخراج جميع المحاصرين في قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي.
#مخيمات للنازحين حول مدينة إدلب
أفاد ناشطون بدخول عدة آليات من معبر باب الهوى الحدودي يوم الخميس الماضي برفقة عناصر الجيش السوري الحر وجهتها مدينة إدلب الهدف منها التحضير لبناء مخيمات للوافدين من حلب حول مدينة إدلب لكنها لم تبدأ عملها وذلك بسبب المشاورات بين تركيا وروسيا حتى تضمن تركيا عدم استهداف هذه المخيمات من قبل الطيران الروسي والسوري فيما أفادت تركيا أنها مستعدة لاستقبال قسم من نازحي حلب الشرقية على أراضيها التركية.
#روسيا
أشارت روسيا صباح الجمعة الماضي إلى أن عملية الإجلاء من حلب انتهت ولم يتبقّ في حلب إلا الجهاديين وأنها سوف تتابع عملياتها العسكرية مع قوات النظام في الأحياء المتبقية.
#إيران والحرس الثوري الإيراني
بثت قنوات إيرانية أمس السبت صورا لقاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني وقائد عمليات قوات النظام في حلب وهما يتجولان في أحياء حلب الشرقية ولم يتم للمركز الصحفي السوري التأكد من صحة الصور والفيديوات، وهذا ما اعتبرته الفصائل الثورية احتلالا إيرانيا-روسيا لمدينة حلب بعد تدميرها والعمل على إجلاء أهلها لمناطق أخرى.
#الحكومة السورية المؤقتة
أجرى رئيس الحكومة السورية المؤقتة “جواد أبو حطب” زيارة إلى الجرحى والمرضى المهجرين من مدينة حلب، بالتزامن مع توقف خروج المدنيين بسبب عرقلة إيران وحزب الله للاتفاق.
قال جواد أبو حطب رئيس الحكومة المؤقتة أن 7500 شخص خرج من حلب المحاصرة حتى الآن، وتم نقلهم على خمس دفعات، وأن العمل جاري لتجديد الاتفاق الروسي-التركي لإخراج باقي المحاصرين من داخل مدينة حلب.
#الأمم المتحدة
الأمم المتحدة طالبت بإيقاف إطلاق النار فورا في حلب ونشر مراقبين للأمم المتحدة لمراقبة عملية إجلاء المحاصرين فيما دعت بريطانيا مجددا بشار الأسد إلى الرحيل والبدء بعملية انتقال سياسي سريع في سوريا.
#فرنسا/ الصعيد الإنساني
انطلقت شاحنتان تحملان 20 طنا من إمدادات الإسعافات الأولية ومواد البناء من باريس متجهتين إلى شمال سوريا الخميس الماضي لمساعدة النازحين من الحرب في حلب.
ستنتقل هذه الشحنة بريا إلى تركيا ومنها إلى سوريا بهدف توفير إمدادات للمستشفيات لمواجهة الطلب المتزايد من الناس الذين سيصلون إلى محافظة إدلب بعد الاتفاق “الروسي–التركي” لإجلاء أهالي حلب الشرقية هذا وتحمل إحدى الشاحنتين مواد للمساعدة في إعادة بناء مراكز الرعاية الصحية التي دمرتها الضربات الجوية.
#شعوب العالم
خرج الآلاف في مختلف مدن العالم تضامنا مع أهالي حلب المحاصرين للضغط على المجتمع الدولي، فقد تظاهر آلاف الأشخاص أتوا من جميع أنحاء تركيا أمس السبت، قرب الحدود السورية، احتجاجاً على الحصار المفروض على شرق مدينة حلب المحرومة من المساعدات الإنسانية.
ووصل المتظاهرون في قوافل تحت شعار “افتحوا الطريق إلى حلب”، على بعد 3 كيلومترات من نقطة جلوي غوزو الحدودية في الجانب التركي قرب معبر باب الهوى الذي نقل من خلاله المصابون بجروح بالغة من شرق حلب إلى تركيا للعلاج.
وكتب المتظاهرون على لافتات رفعوها: “لا يمكن ترك حلب تحت القصف”، ورددوا: “روسيا القاتلة، اخرجي من سوريا” و”الأمة ستحاسب إيران”.
#أهالي حلب يفترشون الطرقات منتظرين تجديد الاتفاق للخروج من جحيم الحرب
احتشد الآلاف من أبناء حلب المحاصرين صباح السبت بالقرب من معبر الراموسة مصطحبين معهم أمتعتهم بانتظار إعادة تفعيل الاتفاق بين الثوار والجانبين الإيراني والروسي لاستمرار إخراج الجرحى وما تبقى من المدنيين من أبناء حلب الشرقية بالإضافة لعناصر الجيش السوري الحر وعائلاتهم.
#تجديد الاتفاق الروسي-التركي
تم تعديل الاتفاق الروسي-التركي أمس بشأن إجلاء الأهالي من حلب الشرقية، ليشمل الاتفاق الجديد إخراج الجرحى والمرضى وبعض النساء والأطفال من قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب مقابل إخراج المدنيين والثوار من حلب المحاصرة وكذلك إجلاء الجرحى من بلدتي الزبداني ومضايا بالقلمون في ريف دمشق الشمالي الغربي.
قال مسؤول التفاوض من جانب الثوار الفاروق أبو بكر ليل أمس إنّه تم التوصل إلى اتفاق جديد مع الإيرانيين والروس لإخراج ما تبقى من أبناء مدينة حلب إلى ريفها الغربي، حيث إنّ الاتفاق الجديد يتضمن إخراج 500 شخص من معسكري كفريا والفوعة في ريف مدينة إدلب مقابل إخراج آخرين من بلدة مضايا ومدينة الزبداني في ريف دمشق، وأضاف أبو بكر أنّ التفاوض يتم الآن بشأن آلية التزام جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق.
فيما اعتبرت وزارة الدفاع الروسي أن تهجير المدنيين من حلب وإخراج الثوار من مدينة حلب منها يفتح الطريق أمام اتفاق وقف إطلاق نار شامل في سوريا تمهيداً لوقف الحرب حسب وصفهم، حيث يسعى الرئيس الروسي فلادمير بوتين لعقد اجتماع بين ممثلي المعارضة السياسية وبين ممثلي النظام في العاصمة الكازخستانية لبحث سبل إنهاء الحرب في سوريا على حد وصفه وذلك خلال الأيام القليلة القادمة.
المركز الصحفي السوري – سامر أشقر