تواصل الأسواق الشعبية انتشارها وتحقيقها أكبر نسب وأرقام وحجم للمبيعات سواء في الخضار والفواكه أو الملابس الولادية والأحذية والأدوات المنزلية وكل ما يتطلبه المنزل السوري.
والأسواق الشعبية في تركيا لم تكن بهذا الكم العددي قبل لجوء نحو مليونين وسبعمائة ألف سوري واستقرارهم داخل الأراضي التركية فازداد عدد الأسواق ليشمل جميع حارات ومدن تركيا التي تزدحم باللاجئين السوريين ولا يقصدها فقط محدودي الدخل أو الفقراء حيث امتدت إلى الأثرياء أيضاً لأنها توفر العديد من السلع والخضار والفواكه الطازجة وبأسعار تناسب الجميع وأصبح اللاجئ السوري ينتظر الأسواق من الأسبوع إلى الأسبوع ليتسوق حاجياته ومؤونته الغذائية حتى المواطن التركي بات يرتاد تلك الأسواق ويداوم على شراء حاجياته من تلك الأسواق الرخيصة وخاصة لتنوع الخضار والفواكه الطازجة والتي تدخل تلك الأسواق من عدة قرى وبلدات صغيرة في مدينة كركخان أو إقليم هاتاي رغم كثرة محلات الخضار والفواكه في المدينة إلا أن الإقبال عليها أكثر من ضعيف مع وجود الأسواق التي تسمى البازارات وكلمة بازار Pazar تشير في اللغة التركية إلى سوق الخضار والفواكه الشعبي حيث يوجد في مدينة كركخان أربعة أسواق أو بازارات هي بازار السبت والأحد والاثنين والأربعاء تتميز بتنوع السلع والمنتجات المعروضة ويطلق على كل بازار اسم اليوم الذي يقام فيه وفي مدينة الريحانية تقام ثلاثة بازارات هي بازار السبت وبازار الاثنين وبازار الأربعاء وهذه البازارات منتشرة في مناطق رئيسية محددة حيث ينتشر سكان المدينة ويكثر اللاجئون السوريون الذين يعدون أكثر رواد الأسواق نظرا للكميات الكبيرة التي يشترونها من الخضار والفواكه والمواد الغذائية التي لا يستغني عنها المواطن السوري ناهيك عن العادات السورية في البذخ وشراء كل ما تطيب له نفسه…
وتعد البازارات فرصة جيدة للشباب السوري للعمل والكسب في البازارات من خلال البيع والتحميل وكل مايطلب في تلك الأسواق فحجم المبيعات في تلك البازارات أكبر بأضعاف ما تبيعه المحلات ذات الواجهات الزجاجية الفخمة والديكورات الحديثة. ويقوم الباعة بعرض بضاعتهم على سياراتٍ متنقلة سرافيس بدون كراسي أو عرباتٍ خشبيةٍ بسيطة أو عدة طاولاتٍ خشبية أو خشبات كبيرة متلاصقة أو حتى يفترشونها على الأرض مقابل ليرات معدودة تفرضها البلديات لعمال النظافة الذين يؤدون واجبهم في تنظيف ما أفسده الباعة والمواطن في ذلك اليوم . ويرى المواطن التركي هاسان بأن بازار الأربعاء قريب على منزله وهو يشتري جميع حاجياته وما تستهلكه عائلته في أسبوع نظرا لوجود بضاعة أرخص مما في المحلات التي تبيع الخضار غير طازجة وبنفس سعره ولا يحتاج لشيء من خارج البازار إلا ما ندر.
ويؤكد هاسان بأن ازدياد عدد اللاجئين السوريين في مدينة كركخان قابله زيادة في عدد الأسواق وزيادة الطلب واضحة على الخضار والفواكه والمواد الغذائية… أما أبو محمد السوري الذي يتنقل ببضاعته من خضار وفواكه على سيارة بيك آب صغير من بازار لآخر بحثاً عن لقمة العيش له ولأولاده الصغار فيعتبر تلك البازارات أهم مورد للرزق والكسب الحلال حيث ينتظره السوريون بفارغ الصبر ويعلل أبو محمد بأنه يبيع الخضار طازجة طرية من المزرعة إلى السوق مباشرة فيتهافت الناس عليها لنوعيتها الجيدة وطعمها القروي اللذيذ.
وتؤكد أم سليمان وهي مواطنة تركية تتحدث العربية أنها تعيل 6 أشخاص وليس لديها مورد سوى راتب حكومي متواضع وهي معجبة بتلك البازارات الشعبية التي ساعدت بشكل كبير في التخفيف على المواطنين من ذوي الدخول المحدود في ظل تدني أسعار السلع فيها وبخاصة الخضار ومواد التنظيف وبنسب جيدة مقارنة مع الأسواق الأخرى. وتصف رمزية سوق الاثنين بأنه “مول الفقراء” لكونه يحتوي عدد كبير من الأصناف و السلع التي تتناسب مع المقدرة الشرائية لفئات المواطنين جميعا وبخاصة العمال السوريين الذين يتعبون طوال اليوم ليكسبوا لقمة عيشهم.
تركيا: صهيب مفوض الابراهيم