أطلق الثوار عصر اليوم الخميس معركة على قوات النظام وحلفائه في ريف حماة الشمالي، حيث شاركت في هذه المعركة معظم الفصائل في الساحة السورية، وهذا يعكس مدى الوعي الذي وصل إليه الثوار والإدراك للواقع الذي وصلت إليه الساحة، ومدى خطورة التشرذم الذي عانت منه الثورة، وبهذا العمل تكون قد طويت صفحة الخلافات بين الفصائل، وتعد هذه المعركة من حيث التوقيت استراتيجية لأنها جاءت في وقت يتقدم فيها النظام السوري وحلفائه على بلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي، فبهذا التوقيت تكون المعركة كبحت جماح التقدم للنظام و إجباره على التوقف عن التقدم .
و أهمية المعركة من الناحية الجغرافية تكمن في أن المنطقة التي تقدم فيها الثوار تعتبر منطقة مفتوحة ويوجد فيها تلال استراتجية، تحكم السيطرة على جزء من أوتوستراد السقلبية حماة، والاقتراب من معسكر الشيخ حديد الذي يعتبر قاعدة عسكرية مزودة براجمات الصواريخ ومدافع الميدان التي تستهدف المناطق المحررة بعمق ٤٠ كم، وكذلك الاقتراب من قرى الحاضنة الشعبية للنظام مثل الصفصافية و جب رملة، مما يشكل ضغط حقيقي على النظام .
وإن استطاع الثوار الثبات في القرى التي سيطروا عليها واستمروا في التقدم باتجاه الشيخ حديد و كرناز شمالا، يكون النظام قد تحاصر في تل الحماميات و إذا تقدم الثوار باتجاه الجنوب يكون الثوار أصبحوا على أعتاب منطقة محردة، و يجب أن يستغل الثوار انشغال النظام في هذه الجبهة وفتح جبهات أخرى في سهل الغاب و ريف إدلب الشرقي وفي جبل التركمان باللاذقية لتشتيت الطيران وخلط أوراق النظام .
المركز الصحفي السوري