دخول تركيا في سوريا الغرض الأول منه تأمين حدودها من الجنوب المتصلة بسوريا والغرض الثاني هو القضاء على الإرهاب ولكن ما هو الإرهاب المقصود؟ هل هو جيش السفاح بشار المدعوم من روسيا برا وجوا ومن قبل كانت مدعومة من إيران وحزب الله؟ أم هو الجيش الحر الحقيقي أم هو المعارضة الحقيقية!
والحقيقة أن أهداف درع الفرات كما أطلقت على حملتها العسكرية تركيا في جرابلس تنصب نجاحاته للجيش الحر، ولا تصب في مصلحة المعارضة الحقيقية، وما القضاء على داعش الذي يقصد به التحالف الدولي الآن إلا غطاء يحاربون به المعارضة الحقيقية في سوريا. والمقاتلين المدافعين عن أهاليهم من أهل السنة في الموصل والفلوجة في العراق!
وهناك أهداف لدرع الفرات للقضاء على ما يسمى بالجيش السوري الديمقراطي وقوات الأكراد الديمقراطية وهذه الميليشيات والعصابات ما هي إلا صنيعة أمريكا وإيران وروسيا تشبه صنيعة “داعش” من أجل أهداف لهم ولكن فقدوا السيطرة عليها وانقلب السحر على الساحر. وأصبح من ضمن الأهداف المرجوة من دخول تركيا القضاء على مثل هذه العصابات والميليشيات. ورغم الاختلاف التركي والروسي إلا أن روسيا رحبت بدخول تركيا لأرض المعركة!
فلو نرجع للوراء قليلا ونأخذ دخول روسيا إلى سوريا بالحجة ذاتها وهي القضاء على داعش، ماذا حصل وما هي النتيجة على أرض الواقع، وجدنا أن روسيا قتلت وشردت من الأطفال والأبرياء السوريين أكثر مما قتلت داعش المزعومة وجيش النظام بعشرات المرات فمن هو المجرم الحقيقي؟ ومن هو داعش الحقيقي؟ ومن هو داعش المراد تطهيره في سوريا والعراق يا ترى؟!
ولأن تقسيم سوريا مرفوض من تركيا وهو يهدد الأمن القومي التركي والخليجي والعربي أجمع، ومن الممكن أن كل ما بدأ في سوريا من إرهاب وطائفية وتطرف أحدثته إيران ونظام الأسد قد ينتهي إذا استمرت تركيا في أهدافها.
وكذلك لا ننسى أن الهزيمة التي حلت بإيران في حلب مؤخرا قد أنهكت إيران وروسيا ماديا، وبات القرار في يد روسيا بإنهاء الحرب بأي ثمن كان حتى مع اختلاف المواقف الجذرية بينهما!
وأتوقع أنه في أثناء معركة الموصل الذي يعد لها العدة الآن أن تدخل تركيا في عين العرب كوباني لتحمي حدودها من الجنوب، لأن كردستان العراق ستصبح منطقة صراع ومناوشات وذلك لقربها من الموصل!
إبراهيم الشدوي – بوابة الشرق الإلكترونية