لطالما كان المواطن السوري وعلى مدار السنين الأكثر مضيافاً ومحبة للآخرين، ويشهد تاريخ سوريا بذلك، فمع الظروف الصعبة التي شهدتها دول الجوار والحروب التي عاناها الجيران قبل أن يعانيها الأهل في سوريا، كان للسوريين الكثير من المواقف المشرفة، والبطولية تجاه من قصد الأراضي السورية، واحتمى بسمائها وأرضها.
لكن هذه الصورة الجميلة قابلتها صورة موحشة، صورة غير إنسانية وغير أخلاقية في لبنان، تنظر للاجئ السوري على أنه ضيف غير مرغوب به، وعلى أنه إرهابي.
وما إن اندلعت تفجيرات القاع، حتى سارع “باسيل” للتصويب على مخيمات اللاجئين واتهامهم أنهم بؤرة الإرهابيين بشكل غير مباشر، هذه الفرضية المتهورة التي وضعت أمن اللاجئين على المحك، دحضتها المعطيات ونفاها وزير الداخلية والبلديات اللذان أكداّ أن الانتحاريين لم يأتوا من المخيمات، باسيل وغيره وممن يعتبرون أنفسهم قد فضلوا على السوري بسماحهم له أن يتخذ صفة نازح، أظهروا كمّاً من الحقد والضغينة إعلامياً أو عبر “السوشيال ميديا”، لتولد حملة مقيتة عنوانها “اطردوا اللاجئ”.
مقابل الصورة الوحشية قابلتها صورة إنسانية تنظر للنازح السوري على أنه ضيف لا بد من صون كرامته وأمنه.
ومن هؤلاء مجموعة “ميديا هاشتاغ” التي أطلقت هاشتاغ( # لاجئ- مش- إرهابي )رداً على كل الأصوات الناشذة.
وأكد ناشطون إعلاميون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسم “#لاجئ_ مش _ إرهابي” لتعريف العالم بمعاناة اللاجئين السوريين في لبنان حيث يعيش نحو 1,5 مليون سوري يعاني البعض منهم من العنصرية الطائفة و والانتهاكات الجنسية في بلد توقعوا منه رد الجميل “رد الجميل” كما يقولون.
تفاعل مع الوسم عبر موقع “توتير” أكثر من أربعة ملايين مغرد بعد ساعة واحدة من إطلاقه.. يقول الناشط الإعلامي ثائر القلموني “الهدف من إطلاق الوسم هو تعريف العالم بما يتعرض له السوري داخل الأراضي اللبنانية”.
وأردف القلموني أن الجيش اللبناني يقوم باقتحام المنازل واقتياد الشبان والرجال مهما كان العمر بطريقة مشينة لا تقل وحشية عن أسلوب النظام السوري.
كما ساهم الإعلام اللبناني برسم صورة اللاجئ السلبية في العقلية اللبنانية حيث صور اللاجئ السوري على أنه متسول، أو متسبب بالغلاء الحاصل، أو حتى أنه سبب لرفع مستوى العنوسة في لبنان.
تكشف أم مروان (43 عاماً) أحد النازحين في لبنان “أعيش وضعاً مأساوياً.. لا نملك آجار البيت الذي نعيش فيه مع عائلتي الكبيرة، ومع وجود أبوين كبيرين نحتاج لمزيد من الحاجيات.. ومع عمالة صعبة وفرص قليلة يزاد الألم والمعاناة.. الله يفرجها ونرجع للوطن”.
الحياة العادلة والكريمة حق لكل إنسان دون استثناء، وفق قوانين الأمم المتحدة، والسوريين الذين حرموا من حقوقهم داخل الوطن وخارجه، نأمل لهم بهذا الوسم أن يلقى صدى لدى صناع القرار.
ومن المعلوم أن السوريين على الأراضي اللبنانية يتخذون صفة لاجئ رسمياً وفق قيودٍ منحتهم إياها المفوضية العليا لشؤن اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
تدمدم “أم مروان” بحسرة قلب “السموم العنصرية تلاحق اللاجئين السوريين، ليصبحوا هم علّة العلل!.. أخي اللبناني بتعرف إنو بيتي يلي تهجرت منه يسكنه الآن شريك بالوطن.. حزب الله؟”.
المركز الصحفي السوري– بيان الأحمد