نشر ناشطون إيرانيون عبر مواقع التواصل مقطعاً لآلاف المصلين من أهل السنة في العاصمة الإيرانية #طهران، وهم يقفون في طوابير طويلة في الشوارع لإقامة صلاة عيد الفطر في البيوت الكبيرة، لأنه لا يتم السماح لهم ببناء مسجد.
وفي المقطع المتداول، تتحدث الفتاة المصورة للفيديو، قائلة إن “هذه ليست طوابير الزيت أو الأرز.. بل صفوف المصلين السنة الذين يقفون في الشوارع لإقامة صلاة عيد الفطر في البيوت الكبيرة، جماعة بعد جماعة، بالتناوب”.
وتضيف المعلقة “بالرغم من أن تعداد السنة في طهران يتجاوز المليون شخص، لكنهم محرومون من الحصول على ترخيص لبناء مسجد واحد ويضطرون للوقوف هكذا في الشارع لأداء الصلاة”. وتابعت: “من الواضح أنه لماذا لا تمنح السلطات ترخيص بناء مسجد للسنة، فهم لا يريدون أن يروا هذا العدد الكبير للمصلين في مكان واحد، ونشكر الجمهورية الاسلامية لأنها من خلال هذا المنع مكنتنا من مشاهدة الجماهير الغفيرة من المشتاقين للصلاة الحقيقية مقابل المساجد الحكومية الفارغة”.
تعاطف شعبي
من جهتهم، عبر نشطاء ومغردون شيعة عن تضامنهم مع السنة في إيران عبر تغريدات على مواقع التواصل، وقالوا إن الناس يدافعون عن حق السنة في بناء مسجد لهم في العاصمة، كما يوجد للسنة في مناطقهم في كردستان وبلوشستان وتركمان صحراء وعرب الهولة على المحافظات المطلة على الخليج العربي.
وذكر حساب مؤسسة “توانا” لتنمية المجتمع المدني في إيران عبر تويتر، أن نظام الجمهورية الإسلامية يزعم بالسماح بحرية المذاهب، لكنه يهدم المصلى الوحيد للسنة في طهران حيث يضطرون لإقامة صلاة العيد في المنازل”.
يذكر أنه بالرغم من عدم وجود مسجد للسنة في طهران، قامت قوات الأمن الإيرانية بهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في إيران بمنطقة “بونك” في عام 2015 بالرغم من أنه كان عبارة عن مبنى صغير ويعتبر المصلى الوحيد لأهل السنة في العاصمة الإيرانية طهران.
وكان أهل السنة من مناطق مختلفة في العاصمة يتوافدون إلى هذا المصلى لأداء الصلاة والعبادة وذلك في ظل عدم وجود أي مسجد للسنة في طهران، بسبب الحظر والتضييق الذي تفرضه عليهم السلطات الإيرانية.
التمييز الطائفي
ويتهم نشطاء السنة السلطات في إيران بممارسة ما يصفونه بالاضطهاد والتمييز المزدوج، المذهبي والقومي، على عكس ما تروج له الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خطابها الرسمي ووسائل إعلامها بأنها لا تميز بين المواطنين بسبب العرق واللون واللغة والمذهب.
ويشكو السنة في إيران عموما، مما يسمونه “التمييز الطائفي” ويتهمون السلطات بإقصائهم عن الحياة السياسية والحؤول دون مشاركتهم في إدارة شؤون البلد ومنعهم من شعائرهم وواجباتهم الدينية، ويضربون مثلا للممارسات التمييزية، منعهم من بناء مسجد لهم في العاصمة الإيرانية حيث قامت بلدية طهران وبدعم من قوات الأمن بهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في طهران، في يوليو 2015، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط السنة.
وكان الزعيم السني الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي، قد احتج في رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، على هدم مصلى أهل السنة في طهران من قبل بلدية العاصمة.
التمييز في الدستور
ويقول نشطاء السنة الإيرانيون إن التمييز ضد السنة يبدأ من الدستور الإيراني نفسه، حيث يمنعون من تبوؤ عدة مناصب حكومية عليا، وذلك من خلال تخصيصها للشيعة الإمامية فقط، كما في المادة 61 التي تمنع المواطن السني من تبوؤ منصب في القضاء.
وتنص الفقرة 5 من المادة 115 على أن يكون رئيس الجمهورية مؤمناً بالمذهب الرسمي (الشيعي) للبلاد والمادة 121 من الدستور المتعلقة بأداء القسم تصفه بحامي المذهب الرسمي (التشيع).
وتنص المادة 35 من الدستور الايراني على خمسة شروط منها أن يكون مرشح الانتخابات الرئاسية الإيرانية من “الشخصيات الدينية والسياسية، ومن المؤمنين بنظام الجمهورية الإسلامية ومذهبها الرسمي وهو التشيع”.
كما أن نص المادة 107 من الدستور تمنع تلقائيا أي شخص من الديانات والمذاهب الأخرى بما فيهم السنة من الترشيح لمنصب المرشد الأعلى أو حتى عضوية مجلس خبراء القيادة في إيران.
التوزيع السكاني للسنة بإيران
ويشكل السنة من 20% إلى 25% من السكان في إيران، أي 15 مليونا إلى 17 مليون نسمة تقريبا، من مجموع 80 مليون نسمة سكان البلاد، وذلك وفق إحصائيات غير رسمية، حيث تمتنع السلطات الإيرانية عن نشر أية أرقام تظهر التنوع المذهبي والعرقي في البلاد، ولا تدرج المذهب والقومية في الإحصائيات العامة.
المصدر : العربية