حتى هنا وينتهي دور إعلام النظام في كل ما يمكن أن يتعرض له المواطن، وهذا ما يمكن تعميمه على كل قضايا السوريين الواقعين تحت رحمته رغم كل مظاهر الحياة التي يحاول ترويجها عما يقدمه من خدمات مباشرة لهم.
لا مازوت.. إلا
في ريف دمشق الغربي تم توزيع حصة الـ 100 لتر من المازوت منذ أكثر من شهر على من أنعم الله عليه بثمنها، وأما الأغلبية التي لا تستطيع فهي تنتظر فرجة البيع بالكالون 20 لتر، واتباع سياسة الأولويات، والتدفئة بالتقسيط الممل حتى يجد الله مخرجاً.
سعر برميل المازوت 37000 ليرة سورية عن طريق البلديات التي استلمت التوزيع عوضاً عن الشرطة التي باعت واشترت واغتنت في السنوات الأخيرة، وأيضاً البلديات ستقوم بنفس الدور وهنا النظام يعوض أتباعه في المؤسسات التي تخدم توجهه.
حالياً لا مازوت للحالمين بـ 20 لتر فقط، والحصة للمزارع والضباط ومن في دائرتهم، ويتم تهريب الكمية الباقية إلى مناطق أخرى كجبل الشيخ، والسويداء، وحتى المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما دام من يدفع موجوداً.
أم محمد الأرملة في إحدى مدن الريف الغربي لا تجد من يسمع منها شكواها، فهي لا مال ولا جمال، وترتجف مع أبنائها بانتظار فرج محسن أو حوالة من بعض الأقارب في الخارج.
مشافي الدولة العتيدة.. للخصوص
المواقع الموالية صارت تتحدث عن (الخيار والفقوس) في عمل مؤسسات النظام المتداعية فهي على سبيل المثال تنشر أخبار المصابين الذين لا تستقبلهم المشافي إلا بعد تسديد السلف الضخمة لإجراء العمليات حتى لأولئك المصابين نتيجة أعمال تسميها “إرهابية”.
ففي اجتماع مجلس محافظة دمشق أشار أحد الأعضاء إلى عدم استقبال حالة إسعاف لمصاب بعمل “إرهابي” من أحد المشافي الخاصة الكبرى بدمشق لأن الذي أسعف المصاب لم يسدد مبلغ 500 ألف ليرة سلفة، وتساءل عن دور “وزارة الصحة” والأخلاق المهنية التي يجب أن تتحلى بها هذه المشافي.
كما أشار العضو المذكور إلى عدم الرضا عن أداء مشفى الأطفال، وعن عدم توافر أدوية لداء الكلب على الرغم من انتشار الكلاب الشاردة بشكل كبير.
أدوية رئيسة مفقودة
أدوية داء الكلب قد تكون الأقل ضرورة على حياة الناس، ولكن رغم محاولات نقيب صيادلة النظام توفير نسب عالية من الأدوية المحلية إلا أن الشارع يتحدث عن فقدان أدوية رئيسة كأدوية القلب والسرطان والسكر.
هذا إضافة إلى أسعارها المتوفرة والتلاعب بصلاحيتها، وهذا ما أكده عضو في مجلس المحافظة أيضاً تحدث عن النقص الشديد في الأدوية وامتناع المعامل عن البيع بحجة قلة الأسعار.
اليوم أيضاً وفي تعليق على سقوط ضحايا من المدنيين في قصف على ضاحية الأسد أوردته صفحة دمشق الآن قال أحد المعلقين إن القتلى ماتوا بالقصف لكننا نموت من نقص مادة الأنسولين في الصيدليات وعدم توفرها لفترات طويلة.
الآفة الكبرى
هي مجموعة من مشاكل السوريين الآنية والتي يبدو أن البعض اعتادها، وملّ من تكرارها، ولكن الآفة الكبرى في تهاوي اقتصاد البلاد، وسرقته جهاراً نهاراً من قبل مرتزقة النظام.
كل اقتصاد البلاد في حكم المتهاوي، وما بقي من جرعات تبقي الناس على قيد الحياة لا تستطيع ابقاءهم على قيد الأمل.
ناصر علي -اقتصاد