عربي 21 – باسل درويش
تحدث محللان إسرائيليان لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عن السبب وراء إقحام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، جهاز الموساد (المخابرات الخارجية) في أزمة فيروس كورونا، رغم أن مهامه بعيدة عن القطاع الصحي.
وكتب يوسي ميلمان ودان رافيف في “ميدل إيست آي”، أن مشاركة الموساد، لا تتعلق بمحاولة مؤسسة أمنية توفير الأجهزة الطبية، وسد النقص الذي أصاب الخدمات الصحية، بقدر ما كانت “مناورة ناجحة، لعبت في ساحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أمن مستقبله السياسي”.
وأوضحا أن نتنياهو خرق قواعد السرية، عندما أعلن الشهر الماضي أنه أمر الموساد بشراء الأجهزة الطبية والإمدادات الضرورية لمواجهة فيروس كورونا. وبعد أسابيع بدا أن المحاولة لم تكن إلا من أجل تقوية صورته، مع أن هذا التكتيك قد يرتد سلبا عليه.
وقالوا إن هدف نتنياهو الرئيسي هو تمديد فترة حكمه، التي مضى عليها 11 عاما بدلا من إنقاذ أرواح الإسرائيليين.
ومنذ انتخابات 2 آذار/مارس التي لم تنتج نتائج حاسمة، وزع نتنياهو وقته بين مواجهة فيروس كورونا والمفاوضات الحساسة لتشكيل حكومة ائتلافية. ووافق في النهاية بني غانتس، رئيس هيئة الأركان السابق وزعيم تحالف أزرق وأبيض على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع نتنياهو، وبهذا تخلى عن كل معتقداته وأجندته التي قامت بالضرورة على معارضة نتنياهو.
وقال المحللان إن ذلك حدث في ظل اتهامات التزوير والرشوة التي تلاحق نتنياهو والتي كان سيواجه المحكمة في الأشهر المقبلة. وبالنسبة للموساد التي لا متحدث رسمي لها أو مسؤول علاقات عامة فقادتها يتمتعون بالسمعة الأسطورية.
فأعداء إسرائيل من الدول والأفراد والمنظمات يخافون من الجهاز. ويحترم القادة السياسيون في الدول الصديقة عملاء الموساد نظرا لكفاءتهم وحضورهم البارز في زمن الحرب والسلم أو الوباء. وكان نتنياهو حريصا على ربط نفسه بالجهاز، وإخراجه للعلن هي محاولة منها لكي يعلم الرأي العام أنه لا يتوانى عن أي جهد حتى الطلب من الجهاز الأمني توفير الأجهزة الطبية التي تحتاجها البلاد.
وكان يحاول إبعاد فكرة أن إسرائيل في ظله لم تكن جاهزة لمواجهة الفيروس.
وأشارا إلى أنه و”على الرغم من تاريخ الحروب والخوف، من استخدام الأعداء الأسلحة البيولوجية لم يكن لدى البلاد ما يكفي لمواجه الفيروس. وتعرف إسرائيل بقدراتها التكنولوجية الفائقة، لكن عندما يتعلق بأجهزة التنفس، والملابس الواقية للعاملين في القطاع الصحي فإن المخازن كانت فارغة”.
وقال المحللان إن نتنياهو “كان يريد أيضاء بناء سمعة جيدة لمدير الموساد الذي اختاره بنفسه، أي يوسي كوهين والذي قضى ثلاثة أعوام يعمل مستشارا للأمن القومي له ويتمتع بثقته الكاملة”.
ولفتا إلى أن كوهين “لم يكن رافضا الإنجرار إلى لعبة تخدم طموحات سيده السياسية. ففي نيسان/إبريل مضى كوهين وبإصرار من نتنياهو في أكبر عملية سرقة وثائق عن البرنامج النووي الإيراني، والتي كشفها رئيس الوزراء بنفسه للعالم. وبدأ نتنياهو بتحضير مدير الموساد كخليفة محتمل له مسلطا الضوء على رجل أرسله إلى عالم السرية والاغتيالات والعمليات الأخرى”.
وقال المحللان إن جهاز الموساد “عاد إلى اختراع الأساطير، وترك الإعلام الدولي يتحدث عن قصص جيمس بوند الإسرائيلي، الذي وفر المواد المهربة إلى المستشفيات الإسرائيلية. وأقام كوهين وكبار المسؤولين معه في مركز شيبا الطبي ولم يبذل أي جهد لنفي القصص”.