عودة للميدان السوري: انتهاء الهدنة عملياً وتأجيل “مسار جنيف”
وكان مقرراً أن يعقد منسق هيئة التفاوض عن المعارضة السورية رياض حجاب مؤتمراً صحفياً خارج الأمم المتحدة، أمس الاثنين، عقب اجتماع الوفد مع المبعوث الدولي، لإعلان تعليق مشاركة الوفد المعارض، لكن تم تأجيله إلى ظهر اليوم بحسب معلومات “العربي الجديد”، فيما يبدو الاتجاه نحو الإعلان رسمياً عن تعليق المفاوضات بعد تأكيد حجاب عبر حسابه على “تويتر” أنه يجب ألّا تفسَّر إيجابية المعارضة خارج النطاق، بمعنى الاستمرار بالتفاوض وسط انتهاك حقوق الشعب ومخالفة القانون الدولي وفرض الحصار والقصف على المدنيين” حسب تعبيره.
وبالتوازي، سيطر “جند الأقصى” على قرية خربة الناقوس بسهل الغاب وتلة الدبابات المجاورة لها، وتقدّمت في محيط قرية الحاكورة، وهو ما ردّ عليه النظام بمجموعة غارات شملت عدداً كبيراً من المناطق السورية الخارجة عن سيطرته. ولعلّ ما زاد في قناعة المعارضة بالاتجاه نحو التعليق سياسياً أو التأجيل عملياً، بما أن الوفد سيبقى في جنيف كبادرة حسن نية وإعراب عن الاستعداد للمشاركة في الجلسات في حال ظهرت بوادر التزام جدول أعمال واضح لناحية هيئة الحكم الانتقالي، واحترام بنود الهدنة من قبل النظام وحلفائه، هو ما ورد على لسان بشار الجعفري، بعد لقاء دي ميستورا أمس، بالحديث عن التصريحات الإسرائيلية الاستفزازية من احتلال هضبة الجولان، بدل تقديم الموقف الحكومي من تسليم النظام السوري للسلطة.
وقررت الهيئة العليا للمفاوضات تأجيل مشاركتها في المفاوضات الجارية في جنيف بسبب مواصلة النظام خرق الهدنة، وعدم حصول تقدم على المسار الإنساني. وقال الناطق الرسمي باسم الهيئة لـ”العربي الجديد” رياض نعسان آغا إن اللجنة عقدت اجتماعاً مع الوفد المفاوض انتهى بعد ظهر اليوم (أمس)، وتقرر خلاله “تأجيل المفاوضات بعد دراسة مستفيضة لعدم وجود أي تقدم للمسار الإنساني ولما تتعرض له الهدنة من اختراقات وصلت إلى هجوم وحشي من قبل النظام وحلفائه على حلب وحمص والرستن ومناطق أخرى”.
وكان مصدر في وفد المعارضة السورية بجنيف قال لـ”العربي الجديد” إن الهيئة العليا قررت إرسال أقل من نصف أعضائها إلى الاجتماع المقرر مساء اليوم مع دي ميستورا، بهدف إبلاغه بقرارها تأجيل المفاوضات، لينقل بدوره قرار المعارضة إلى الأمم المتحدة والدول المعنية.
من جانبه، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تكون موسكو وواشنطن في معرض إجراء مفاوضات سرية بشأن سورية خارج إطار المحادثات السورية الحالية في جنيف. وقال لافروف عن هذا الموضوع إن “محاولات إعلان أن هناك قناة اتصال سرية وأنه من خلال هذه القناة تعهد شخص ما بتقرير مصير (الرئيس السوري بشار) الأسد متجاوزاً إطار المحادثات السورية، ليست سوى كذبة ومحاولة لتعطيل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي”.
العربي الجديد