العالم “يكتشف” إبادة حلب: اتهام غربي لروسيا بجرائم حرب
وطالب الائتلاف والفصائل العسكرية بـ “التطبيق الفوري لقرارات مجلس الأمن الدولي كافة، وخاصة ما تعلق منها بالقضايا الإنسانية، واعتبارها خارج التفاوض”، و”محاسبة النظام على استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين”، كما طالبت المعارضة السورية بتشكيل لجنة تحقيق رسمية بخصوص استهداف قوافل المساعدات الإنسانية من قبل الطيران الروسي، وطيران النظام وتحويل المسؤولين إلى محكمة العدل الدولية. ودعت المعارضة الأمم المتحدة، والدول الصديقة للشعب بـ “تأمين الحماية له”، منتقدة غياب أي توجه دولي واضح وفعال لوضع حد لجرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب السوري.
وجاء بيان الائتلاف والفصائل العسكرية بعد ساعات من مطالبة منسق الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، واشنطن باتخاذ إجراءات عسكرية عاجلة لحماية الشعب السوري، و”إسقاط المساعدات على المناطق المحاصرة وعلى حلب من الجو”، مشيراً في تصريحات لفضائية “الجزيرة” إلى أن “ما يجري في حلب هو إبادة جماعية على يد روسيا”، وأن إنهاء المأساة السورية يحتاج إلى إرادة من المجتمع الدولي، وأن الإدارة الأميركية الحالية لا تمتلك هذه الإرادة”، مؤكّداً أنّها “منعت الأسلحة المضادة للطائرات عن الجيش الحر لحجج واهية”، على حد تعبيره. ويؤكد البيانات المتلاحقة من المعارضة السورية أنها لم تعد تعوّل على اجتماعات يعقدها مجلس الأمن الدولي، حيث تؤكد مصادر في الهيئة العليا للمفاوضات أن مجلس الأمن الدولي “مشلول”، ولم تعد هناك قيمة لقرارات لا تلتزم بها روسيا رغم كونها من الموقعين عليها.
كما خرجت تركيا عن صمتها المتواصل منذ أيام حيال المجازر في حلب، فدانت وزارة الخارجية التركية، في بيان، “النظام السوري وداعميه”، من دون تسمية روسيا. وأفاد البيان بأن هذه الهجمات “لا تعد جرائم حرب وحسب، وإنما جرائم خطيرة ضد الإنسانية، وتشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية”. كما حمّل وزراء خارجية أميركا و4 دول أوروبية ومكتب الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، أمس الأحد، روسيا “مسؤولية إحلال السلام في سورية”، بحسب بيان مشترك. وقال البيان الصادر عن وزراء خارجية أميركا وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وبريطانيا، ومكتب الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، “إن مسؤولية إحلال السلام في سورية تقع على عاتق روسيا”. وأشار البيان إلى أن مسؤولية إعادة إحياء المباحثات الدبلوماسية بخصوص وقف إطلاق النار في سورية على خلفية الغارات الجوية الأخيرة، “تقع على عاتق الجانب الروسي”.
واستمرت وتيرة جرائم الإبادة الجماعية في حلب وأريافها، أمس الأحد، خصوصاً مع تمكن الفصائل المسلحة من استرداد مخيم حندرات المهدم للاجئين السوريين من النظام الذي لم يتمكن من السيطرة على المخيم الواقع عند المدخل الشمالي لحلب، إلا لساعات صباح أول من أمس السبت. واستهدفت عشرات الغارات السورية والروسية ما تبقى من مباني المخيم المهجور، كذلك قتلت عدداً كبيراً ناهز العشرين من مدنيي الأحياء الشرقية لحلب.
في غضون ذلك، اشتدّت الحملة الجوية المشتركة بين طيران نظام الأسد، ومقاتلات روسية لليوم الرابع على التوالي، على الأحياء الشرقية لحلب. وذكر مسؤول الإعلام في “مركز الدفاع المدني في حلب”، إبراهيم الحاج، لـ”العربي الجديد”، أن “عدد قتلى يوم السبت فاق التسعين، بينما تجاوز عدد الغارات الروسية المائة، مشيراً إلى أنها “استخدمت في قصفها الأحياء المدنية، قنابل عنقودية وارتجاجية وفراغية، إلى جانب الفوسفورية”. وتناقل ناشطون على الإنترنت عشرات مشاهد الفيديو، التي تُظهر ضحايا من المدنيين في الشوارع المستهدفة وتحت أنقاض المنازل المدمرة، وفي المشافي والنقاط الطبية، التي غصت بجثث القتلى، وبعشرات المصابين، وبينهم الكثير من النساء والأطفال، مشيرين إلى أن رائحة الموت تنتشر في كل مكان في الأحياء التي تتعرض للقصف. ولم يستثن قصف طيران الأسد، والمقاتلات الروسية شيئاً في مدينة حلب، وشمل أسواقاً شعبية ومخابز، ودمر محطة ضخ مياه باب النيرب، والتي تزود بالمياه جميع الأجزاء الشرقية من حلب.