“التعفيش”… ظاهرة نهب على طريقة النظام السوري
وعن رد فعل الأهالي، تتحدث مصادر من صحنايا عن أن “موقف الناس مما يحدث من أعمال تعفيش هو موقف متباين. فصحنايا تستقبل نحو 18 ألف عائلة نازحة معظمها من داريا والغوطة الغربية منذ سنوات، وهناك من يرى التعفيش سرقة بكل معنى الكلمة ويرفضه ويرفض اقتناء أي شيء مما يبيعونه، في حين يجده آخرون فرصة للحصول على بعض الأثاث الذي أصبح اقتناؤه حلما، كالبراد الذي يصل سعره إلى مليون ليرة سورية في حين يباع ضمن محال التعفيش بـ100 أو 200 ألف ليرة، وقس على ذلك باقي الأسعار”، وفق شرح المصادر نفسها.
وذكر أحد عناصر مليشيات “الدفاع الوطني” لـ”العربي الجديد”، أن “التعفيش هو مكافأة المقاتلين بعد المعارك التي يخوضونها، لا سيما أن النظام يتأخر بشكل دائم في دفع رواتب المقاتلين، في وقت يعاني فيه السوريون من غلاء المعيشة، ما يدفع بهم إلى التعفيش وحتى بيع الذخيرة التي تسلم لهم أو يحصلون عليها في المعارك”.
تعقيباً على هذا الوضع، قال ناشط من دمشق يدعى أبو أحمد الدمشقي، في حديث مع “العربي الجديد”، إن النظام يسهل، من جهة، لمواليه وعناصره موضوع التعفيش وإعطاء أوراق رسمية لتسهل حركة بيع المواد المنهوبة. ويحتفظ من جهة أخرى، بملفات لكل الأشخاص الذين عملوا بالتعفيش وبيع الذخيرة، ثم يفتح هذه الملفات للأشخاص الذين يغضب عليهم، كما سبق أن حصل عدة مرات. ولفت إلى أن “سوق التعفيش أصبح نوعاً ما سوقاً موازياً للسوق العادي، ويتميز بفوارق الأسعار، في ظل ارتفاع أسعار الأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية”. وأضاف أن هذا الأمر حوّل سوق “التعفيش” إلى “ملجأ للعائلات الفقيرة والنازحة، إذ تؤثث منازلها منها، في المقابل جمع عدد من ضباط النظام وقادة المليشيات الموالية له ثروات هائلة من عمليات التعفيش”.
يشار إلى أن جميع المناطق التي سيطرت عليها القوات النظامية والمليشيات المساندة لها خضعت لعملية “تعفيش” وتم بيع المسروقات في تجمعات أطلق عليها “سوق التعفيش” أو “سوق السنة” كما يسمى في حمص.