الاندفاعة لدرء “المكيدة الجنوبية”: نهاية التردّد التركي حيال سورية
ولا يرجح أن تتوقف “الاندفاعة التركية” عند حدود جرابلس وما حولها، اذ طلبت أنقرة يوم الأربعاء من مليشيا وحدات “حماية الشعب” الكردية العودة إلى شرق الفرات، فحذر وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو من أن بلاده “ستفعل ما هو ضروري” في حال عدم قيام المليشيات الكردية بذلك. ويبدو أن قوات “سوريا الديمقراطية” ليست في صدد التفكير في الانسحاب من مدينة منبج، ومن ثم من غرب الفرات، حيث قال آلدار خليل وهو قيادي سوري كردي بارز في تصريحات لـ”العربي الجديد” إن “منبج سورية، ونحن سوريون”، مضيفاً: “الموجودون الآن في منبج هم أهلها، ولا يوجد غرباء”، مشيرا الى أن للمدينة مجلسها، وادارتها الخاصة.
وتوقع المحلل التركي محمد زاهد غول في حديث مع “العربي الجديد” أن “تتصرف تركيا لحل المشكلة” في حال لم تلتزم قوات “سورية الديمقراطية” منبج وعودتها إلى شرق الفرات، مرجحاً قيام الجيش التركي بالاتجاه إلى منبج بعد السيطرة على جرابلس. وقال زاهد غول إن عملية “درع الفرات” تهدف إلى تأمين حدود تركيا الجنوبية، وهذه قضية أمن قومي، ولن يفرق الجيش التركي بين داعش والميليشيات الكردية فكلاهما مصنفان على أنهما منظمات إرهابية. وأشار إلى أن جميع الأطراف الإقليمية والدولية “على علم بالعملية”، موضحاً أن زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني إلى أنقرة تأتي في هذا الإطار، وهو الذي غادر أنقرة إلى طهران “ليقوم بدور إقليمي يتعلق بالمسألة السورية” بحسب تعبير المحلل التركي.
بدوره، لا يستبعد سفير الائتلاف الوطني السوري في روما، بسام العمادي، أن تكون هناك أهداف لعملية “درع الفرات” أبعد من جرابلس، إلا أنه لا يتوقع أن تعبر قوات تركية إلى شرق نهر الفرات. وأعرب عن قناعته في حديث مع “العربي الجديد” عن وجود “ضوء أخضر” أميركي للجيش التركي للبدء في درع الفرات”، لافتاً إلى أن دخول الجيش التركي إلى سورية بمثابة “تفعيل لمبدأ المصلحة المشتركة للشعبين السوري، والتركي بعدما أصبحت سورية محتلة من النظام وداعميه”، على حد تعبيره.
العربي الجديد – محمد أمين