معركة البوكمال لإعادة ترسيم الحدود بين العراق وسورية
من جهتها، بثت “قوات الشهيد أحمد العبدو”، التابعة لـ”الجيش السوري الحر”، مشاهد مصورة أثناء ساعات ليل الثلاثاء-الأربعاء، تُظهر ما قالت إنه “أحد أرتال قواتنا أثناء بدء معركة تحرير البوكمال، من مليشيات داعش، وجانب آخر من الاشتباكات التي جرت على أسوار مدينة البوكمال دير الزور”. وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، سيطرة “مقاتلين من المعارضة السورية على مطار عسكري من قبضة تنظيم داعش، قرب معقل التنظيم في مدينة البوكمال”، متحدثاً عن أن “العملية شملت إنزال مظليين أجانب من طائرات هليكوبتر عند الفجر”، وأن اشتباكات عنيفة دارت مع مسلحي التنظيم، الذين كانوا متحصنين في المطار الواقع إلى الغرب من البوكمال بنحو خمسة كيلومترات.
وكان “جيش سورية الجديد” أعلن الثلاثاء، بدء هجوم يهدف للسيطرة على مدينة البوكمال. وأوضح الملازم أول محمود الصالح، وهو أحد القادة الميدانيين لـ”جيش سورية الجديد”، في حديث سابق لـ”العربي الجديد”، أن “عملية استعادة مدينة البوكمال بدأت”، مشيراً إلى أن مقاتلي جيشه باتوا على أطراف المدينة التي تقع على الحدود السورية العراقية استعداداً لاقتحامها.
وتُعتبر البوكمال ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لـ”داعش”، إذ إن فقدانه لها، سيحرمه من المدينة التي لطالما سعى للسيطرة عليها، كون موقعها يؤمن لمسلحيه سهولة التواصل مع مناطق سيطرتهم في محيط مدينة القائم، التي تقابل البوكمال على الطرف العراقي من الحدود. وشكّلت سيطرة “داعش” على البوكمال منتصف عام 2014، أهمية كبيرة للتنظيم، وتزامنت حينها مع إعلان المتحدث باسمه أبو محمد العدناني، “الخلافة الإسلامية”، واختصار اسم التنظيم من “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، ليقتصر الاسم على “الدولة الإسلامية” فقط. وجاء ذلك في تسجيل صوتي يوم التاسع والعشرين من يونيو/حزيران، تلا بساعاتٍ ظهور العدناني برفقة عدد من مقاتلي التنظيم في شريط مصور، أعلن خلاله “كسر صنم الوطنية وحدود الذل” بين سورية والعراق، بعد أن سيطر التنظيم على مدينة البوكمال الحدودية بين البلدين.
وتُعتبر مدينة البوكمال من أوائل المدن التي ثارت ضد النظام السوري في دير الزور، إذ شهدت تظاهراتٍ سلمية منذ بداية الثورة السورية في مارس/آذار 2011، قبل أن يسيطر عليها الجيش السوري الحر في سبتمبر/أيلول 2012، وتعرضت كغيرها من المدن التي خرجت عن سيطرة النظام للقصف المدفعي والجوي، الذي أدى لسقوط عشرات القتلى، فضلاً عن نزوح عدد كبير من سكانها الذين كان عددهم في 2011 نحو 115 ألف نسمة.
من جهة أخرى، تستمر العملية العسكرية التي تخوضها “قوات سورية الديمقراطية” التي تُشكّل قوات “حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، في ريف حلب الشرقي ضد “داعش”. وقالت مصادر محلية في منبج لـ”العربي الجديد” إن مقاتلي “قوات سورية الديمقراطية” حاولوا إحراز تقدّم على جبهات القتال في شرق مدينة منبج ونجحوا فعلاً صباح أمس الأربعاء بإحراز تقدّم طفيف من طرف قرية الياسطي، حيث تسلل عناصر القوات المهاجمة داخل خطوط “داعش” الدفاعية مع دعم من طيران التحالف الدولي، وسيطروا على نقاط في المنطقة. وفي سياق رده على ذلك، فجّر تنظيم “داعش” عربة مفخخة في محيط قرية الخطاف، الأمر الذي سبّب خسائر في صفوف عناصر “قوات سورية الديمقراطية” وأوقف تقدّمهم. ويحافظ “داعش” حتى الآن على تماسكه على جبهات القتال جنوب منبج وتحديداً في حي الحزاونة وفي منطقة المطاحن، حيث يحول وجود انتحاريين وألغام كثيرة دون تقدّم “قوات سورية الديمقراطية”، على الرغم من استمرار غارات التحالف الدولي المكثفة في الأيام الأخيرة والتي أدت إلى تدمير مطاحن مدينة منبج بشكل شبه كامل.
العربي الجديد