3 أشهر على الهدنة السورية الهشة: إعلان انهيارها مؤجل
لكن قبل انتهاء مهلة المعارضة هذه، صدر موقف من وزارة الدفاع الروسية مساء أمس الأول الاثنين، دعا لـ”فرض نظام التهدئة في الغوطة الشرقية ومدينة داريا لمدة 72 ساعة اعتباراً من الساعة 12 ليلاً من يوم 24 مايو/أيار، بغرض بسط الاستقرار في المنطقة”. لكن حديث موسكو هذا، لمّح إلى إمكانية التنصل من أي اتفاق، عندما ذكر أن “مسلحي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي مستعدون لإطلاق هجوم واسع على مواقع القوات السورية في منطقة الغوطة الشرقية وريف العاصمة دمشق”.
وفيما استبعد ناشطون في الغوطة، في حديث مع “العربي الجديد” أن تكون “النصرة” قادرة على شنّ مثل هذا الهجوم الذي تحدث عنه الروس، معتبرين أنها لا تملك الإمكانات اللازمة لمثل هذه العمليات، خصوصاً في ظل ما تشهده الغوطة الشرقية هذه الأيام من نزاعاتٍ بين أكبر فصائلها، فإن كلام المسؤول العسكري الروسي لم يقتصر على الأوضاع بريف دمشق، بل توسع في حديثه لمناطق شمالي سوري.
وكان لافتاً في كلام سيرغي كورالينكو من مطار حميميم، ربطه بين “المجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة”، و”فصائل المعارضة التي انضمت إلى التنظيم”، وتوجيهه طلباً “لجميع الأطراف المعنية” بـ”وقف الأعمال الهجومية وعمليات القصف والابتعاد عن المناطق التي تقع تحت سيطرة جبهة النصرة”، قائلاً إن “القوات الجوية الروسية ستواصل شن ضربات على مواقع جبهة النصرة”.
يكشف الحديث الأميركي هذا عن حرص واشنطن على الحفاظ على الوضع الراهن بكافة جوانبه، والحيلولة دون حصول انفجارٍ في مجرى الأحداث، خصوصاً الميدانية منها، وهو بذلك لا يبتعد عن الموقف الروسي الأخير، الذي يمسك العصا من المنتصف، ما بين دعوات جزئية بمناطق محددة للتهدئة، وتهديدٍ في الوقت نفسه لـ”كافة الأطراف المعنية” بإمكانية استهدافها جوياً، من مدخل اتهامها بالتقارب مع “جبهة النصرة” أو تداخل مناطق نفوذها، وهي إشكالية كانت المعارضة السورية حذرت منها، منذ إقرار الهدنة في 27 فبراير/شباط الماضي.
العربي الجديد