مقتلة حلب برعاية أكذوبة الممرّات… والمعارضة تتوعّد بردّ قريب
وقُتل كذلك في هجمات مماثلة صباح السبت، أربعة مدنيين في قرية كفرناها بريف حلب الغربي، والذي تعرضت مناطق أخرى فيه لسلسلة غارات جديدة، إذ صعد طيران النظام والمقاتلات الحربية الروسية قصفهما هناك خلال هذا الأسبوع، وأدت أول من أمس، إحدى هذه الهجمات الجوية لمقتل نحو 15 مدنياً بينهم ثمانية أطفال في بلدة الأتارب. وقال القائد السابق للمجلس العسكري في حلب، العميد زاهر الساكت، إن “النظام وروسيا يصعدان من استخدام سياسة الأرض المحروقة، ويستخدمان أعنف أنواع الذخيرة في قصف مختلف مناطق سيطرة الثوار في حلب”، معتبراً أن “القصف الوحشي للريف الغربي يأتي ضمن خطط النظام وروسيا لكي لا يبقى الريف الغربي ملاذاً أخيراً لفصائل المعارضة مستقبلاً، إذ يظن النظام وحلفاؤه أنهم سيتمكنون من انتزاع باقي مناطق حلب من المعارضة وهو ما لن يحصل”، على حد قوله.
ولم يخف العميد المنشق عن النظام، خلال حوار مع “العربي الجديد”، صعوبة الوضع العسكري وخطورته في حلب هذه الأيام، لكنه أكد وجود “خطط عسكرية للمعارضة السورية خلال الأيام المقبلة لإفشال هجوم النظام وحلفائه على حلب”، مشيراً إلى ضرورة “توحيد رايات وخطط الفصائل الثورية لصد الهجوم على حلب”، التي “تواطأ عليها الروس والمليشيات الإيرانية وما يسمى قوات سورية الديمقراطية وتنظيم (الدولة الإسلامية) داعش”، بحسب تعبيره.
وتابع القائد السابق للمجلس العسكري الثوري في حلب، قائلاً إن الحصار الذي فُرض الآن على أحياء مدينة حلب الشرقية “هو بتوافق روسي أميركي”، مشيراً إلى أن “الغاية منه رسم حدود جديدة”، كما أن “المؤامرة الكبرى على حلب اليوم هي لإفراغها من السكان وتهجيرهم وطردهم من أراضيهم وأحيائهم، وما كان يجري منذ أشهر وبعد بدء العدوان الروسي من استهداف المشافي والأسواق والمدارس والمرافق المدنية أكبر دليل على ذلك”، كما ذكر الساكت.
من جهة أخرى، نفى الساكت بشكل قاطع ما روجته بعض وسائل إعلام النظام، عن خروج عدد من المدنيين عبر المعابر التي كان تحدث عنها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الخميس الماضي، معتبراً أن “تمثيليات النظام هذه لا تنطلي على أحد، وأهالي حلب لن يتركوها وهم متمسكون بأرضهم رغم كل المآسي التي يتعرضون لها أمام أنظار المجتمع الدولي المتفرج والأمم المتحدة التي لا تقوم بمسؤوليتها”.
في غضون ذلك، اعتبرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن “المعابر المزعومة (التي تحدثت عنها موسكو) هي خديعة كبرى معدّة للقتل ولم يفتح أي منها حتى اللحظة ولم يعبرها أحد من المدنيين”، مضيفة أن “كل مَن سيخرج مِن المعابر سيكون عُرضة للاتهام من قبل النظام وأجهزته الأمنية، ما سيعرّضه للاعتقال وربما الموت تحت التعذيب”. كما أكدت الشبكة أن “المعابر لا تكون آمنة للمدنيين إلا إذا كانت تحت إشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر وتغطية من إعلاميين مستقلين”، ذاكرة خلال تقرير لها صدر أمس، أنها كانت قد وثقت “تعرّض 750 شخصاً للاختفاء القسري على يد النظام بعد خروجهم من أحياء حمص المحاصرة تحت إشراف أممي”.
إلى ذلك، تروج وكالة “سانا” ووسائل إعلام أخرى تابعة للنظام منذ يومين، أنباء عن خروج عدد من المدنيين، أو “تسليم عدد من المسلحين أنفسهم” لقوات النظام عبر المعابر التي أعلن عنها. وآخر ما جاء في هذا السياق، هو ما أوردته إذاعة “شام إف أم” الموالية للنظام عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” ظهر أمس، عن “بدء خروج عشرات العائلات من أحياء حلب الشرقية عبر معبر صلاح الدين”، مرفقة ذلك بعدة صور لمدنيين يرفعون صور رئيس النظام السوري بشار الأسد. لكن موقع “تأكّد” الذي يديره ناشطون من مدينة حلب، أفاد بعد تواصله “مع عدة مصادر ميدانية وناشطين في حي صلاح الدين بحلب”، بأن “الصور التي يتداولها الإعلام الموالي للنظام التقطت صباح اليوم (أمس السبت) أثناء توزيع إحدى الجمعيات الخيرية مساعدات على سكان المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام في الحي المذكور.
على صعيد التطورات الميدانية السورية أمس، أعلن مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ”العربي الجديد” أن “كتائب المعارضة استهدفت معاقل قوات النظام في مطار حماة العسكري، بعدد من صواريخ الغراد”، دون أنباء عن إصابات. ويأتي هذا فيما تتواصل المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية لدمشق، إذ أكد المكتب الإعلامي لـ”جيش الإسلام”، أمس، أن “العشرات من عناصر مليشيات الأسد سقطوا بين قتيل وجريح، وذلك في عمليات صد محاولة اقتحام من محور حوش الفارة-ميدعا، لليوم السادس على التوالي”. وأشار في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إلى أن “هذه الحملة تعد من أعنف الحملات التي تشنها مليشيات الأسد منذ أشهر في محاولاتها اقتحام الغوطة الشرقية”.
ولفت المكتب الإعلامي إلى أن مقاتلي “جيش الإسلام” تمكنوا من صد “الهجوم وقتلوا أكثر من عشرين عنصراً من المليشيات الإرهابية وجرحوا العشرات، وأعطبوا دبابتين بعد استهدافهما بمضادات الدروع، مما أدى لقتل وجرح كل من فيهما”، لافتاً إلى أن “هذه المعارك تدور وسط قصف مدفعي مركّز من جانب النظام، استهدف مناطق المدنيين في عمق الجبهة بمختلف أنواع الأسلحة وغارات الطيران الحربي”.
العربي الجديد