مخطط تدمير حلب: إفشال مبكر من النظام وروسيا لجنيف3
وفي سياق الحديث عن العملية العسكرية المشتركة بين روسيا والنظام، فقد خرج مخطط تدمير ما تبقى من المدينة وريفها، على لسان رئيس حكومة النظام، وائل الحلقي، والذي أبدى استعداده في لقاء جمعه بوفد مجلس النواب (الدوما) الروسي في دمشق، أمس الأحد، مع “شركائنا الروس لعملية تحرير حلب، ومحاصرة كل المجموعات المسلحة اللاشرعية هناك، والتي لم تلتحق بالمصالحة وتعكف على انتهاك الهدنة ووقف إطلاق النار المعلن”. وأضاف الحلقي أن “السوريين واثقون من أن التعاون العسكري والعمل المشترك بين الشعبين الروسي والسوري سوف يتكلل بالنجاح وسيتيح إنجاز هذه العملية في حلب، إمكانية فتح الطريق أمام التحرّك لاحقاً نحو دير الزور”.
بالتزامن مع تصريحات الحلقي، جدّد مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، تأكيد بلاده على دعم الأسد، معتبراً أن “الأخير خط أحمر بالنسبة لإيران، ويجب أن يبقى في الرئاسة حتى نهاية مدة ولايته”، بحسب قوله .
فضلاً عن ذلك، فشلت قوات النظام في محاولة التقدّم بريف حلب الجنوبي، بدعوى محاربة تنظيم “جبهة النصرة”، بل خسرت بعض المناطق المهمة كتلة العيس، بالإضافة إلى فشل حلفائها “وحدات حماية الشعب” الكردية، في قطع خط الإمداد الوحيد عن المعارضة في حلب الواقع على طريق الكاستيلو، وفشلهم في تحقيق تقدم على المعارضة. مع العلم أن روسيا كانت تعوّل على تسويق “وحدات حماية الشعب” كطرف معارض في مواجهة النظام، ويقبل بتسوية سياسية على مقاس الرؤية الروسية، على أن تُشكّل قواته العسكرية الذراع الذي يتمكن الروس من استخدامه في ضرب المعارضة من جهة والاستثمار به سياسياً في محاربة تنظيم “داعش”. ويبدو أن كل هذه الأسباب قد دفعت بالنظام وروسيا إلى اللجوء إلى لعبة قلب الطاولة، من خلال إنهاء الهدنة والعودة إلى حل الأمور عسكرياً قبل بدء المفاوضات.
العربي الجديد