طريق القدس التائه.. دير ياسين تلّ الزعتر حماة فحلب
عن تفوق أخلاقي مثلاً بوجه مذبحة صهيونية، لا يستطيع المحتل أصلاً العيش بدون استمرارها ولو بالقطعة؟
إن كانت الذاكرة، وسط صراخ، تلبية صرخات استيراد “الحشد الإيراني“، قد أفقد بعض عربنا العقل، فلم يستمع له يوما… فهاكم ما ستكون عليه أيامنا القادمة… أسدكم هذا لن يكون سوى كما كان وأقل حتى من أرنبة مقاومته في الجولان…
لكن، ماذا لو قلت لكم: من الآن فصاعداً لن تكونوا فقط ممن يدفنون رؤوسهم في وحل العار، باسم ما ارتكبتموه من جنوب إلى شمال سورية، و سيخرج من بين الصهاينة من يرفع إصبعه الأوسط في وجهنا جميعاً، وإن لم يكف… فمن كوعه حتى قبضة يده، ليخبرنا شيئاً عن حكاية العار… هل لكم أن تتخيلوا أن جزاراً صهيونياً يلقي بنا دروساً عن الأخلاق؟
نعم يا أمراء الحرب لقد فعلتم… أعطيتم من كنتم تصرخون بالموت لهم، قبل أن نكتشف زيف الموت سوى للعرب، ما سيتسلح به حين يرتكب الصهيوني المذبحة التالية فيكرر علينا: نحن لم نفعل ما فعلتم أنتم ببعضكم أيها العرب…وانتصار وحلوى تنتج ثقافة كهذه؟
لا شيء سوى العدم… العدم الذي سيقابله شعور بقهر لن تفهموا مكوناته ولا نتائجه بعد… أبداً لن تفهموا قبل أن تتحول المحرقة إلى ما يشبه وهم “حب” العرب الأقحاح الأصليين لدولة العصابات المحتلة، التي افتتحت حكايتها بمذبحة ولم تنهها بكل أوهام تركيع الشعب الفلسطيني، المعروض للفرجة كما على الدم السوري منذ سنوات…
عندها فقط سيسأل صاحب عقل، متأخر جداً: يا ويلنا ماذا فعلنا من أجل سفاح قالها منذ البداية “الأسد أو لا أحد“… أنبارك لكم وصولكم حلب شمالاً؟ والقدس قبلها الجولان وشبعا و10 أعوام شاب فيها من قاتل في تموز فما عاد يدري عن أية إسرائيل يهذي هذا الممانعجي… والطابور الخامس في أمتنا…
العربي الجديد – ناصر السهلي