حلب.. استنزاف ينتظر التسوية
أراد النظام أن تكون هذه الهجمات بدايةً لمعركةٍ سخّر لها إعلامه وأبواقه، وحشد لها الجانب الإيراني بقوة وكثافة، وسط ركود وترقب روسي، ضغطوا خلاله على النظام، لقبول هدنةٍ جديدة في حلب. لم يحترم الهدنة أحد، لكن المعركة التي يشتهيها النظام وإيران لم تبدأ بعد.
يرغب الائتلاف الواقع تحت تأثيرات وضغوط كثيرة أن تكون حلب كلها تحت سيطرة كتائب معتدلة، ليدخل إلى قاعة المفاوضات “بعين قوية”، تساند الأحقية الأخلاقية التي يمتلكها، والنظام لا يكف عن اللف والدوران والتحليق حول فكرةٍ وحيدة، هي تمديد سنوات بشار الأسد في السلطة، ووجود مدينة مثل حلب في جيب بشار الجعفري ستعطيه دفعةً بلاغيةً جديدةً في أثناء المفاوضات. لذلك، ارتفعت حرارة جبهة حلب مع الاستعداد لبدء فصل حواري جديد.
حتى ذلك الوقت، سيبقى الحال على ما هو، وسيساعد هذا الوقت الضائع على تفريغ المدينة من أهلها الذين تقول تقارير إن من بقي منهم لا يزيد عن ثلاثمئة ألف شخص، ما يعني أن الحسم ستقتصر إنجازاته على احتلال الخراب الذي تركه الحلبيون وراءهم.