ثورة سجن حماة: نجاح تمدّده غير مستحيل
وكان المعتقلون في السجن ينتظرون إطلاق دفعة كبيرة منهم بعد الوعود التي تلقوها من إدارة السجن وقائد شرطة حماة بإطلاق سراح جميع المعتقلين، وإنهاء ملف السجن نهائياً قريباً، وذلك بعد أن سيطروا، أمس الأول الأربعاء، مجدداً على مبنى السجن الذي يحوي المهاجع، قبل أن يوافقوا على تعليق العصيان حتى يوم أمس، الخميس.
ورأى أن الأسباب الحقيقية لعدم تحقيق احتجاجات سجن حمص أية نتائج إيجابية، أنه لم يكن لهم آنذاك أية مناصرة إعلامية أو سياسية دولية، خلافاً لسجناء حماة الذين ترافق عصيانهم مع انعقاد مباحثات جنيف، وكانت مطالب المعتقلين جزءاً من القرار الأممي 2254 الذي تضمن إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما تسعى روسيا إلى تبييض صورة النظام في هذا الملف، إضافة إلى محاولة تلميع صورة نواف الملحم الذي يقوم بالوساطة بين معتقلي سجن حماة والنظام، وصورة معارضة حميميم المحسوبة على روسيا، بهدف إدخالها في حل ملف المعتقلين، وإكسابها قبولاً شعبياً. وأوضح أن النظام فوجئ بعصيان سجن حماة لأنه قام قبل سنة بترحيل تعسفي لعشرين معتقلاً من سجن حماة وزعهم على سجني اللاذقية والسويداء، وكان يعتبرهم المحرك لأي عصيان محتمل في السجن.
وأعرب الموسى عن اعتقاده بأن مبادرة كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية المفاوض محمد علوش، لتبادل أسرى النظام الموجودين لدى “جيش الإسلام” مع معتقلي سجن حماة، أحرجت المجتمع الدولي والنظام الذي تجاهل مصير أسراه عند “جيش الإسلام” وقبِل بتطبيق الاتفاق حتى يحصر الأمر بسجن حماة ويتفادى بذلك فتح ملف المعتقلين على مستوى سورية، وإجراء عملية تبادل كاملة للأسرى الموجودين لدى الفصائل مقابل المعتقلين الموجودين لدى النظام الذين يعتبرهم رهائن يساوم عليهم في الملف السياسي.
وحول أسباب استجابة السلطات لمطالب المعتقلين في سجن حماة بتبديل مدير السجن العميد زياد المحمد، وتعيين العقيد جاسم الخلف مكانه، أوضح الموسى أن ذلك يعود إلى فشل المحمد في منع حصول العصيان بالسجن على الرغم من الأساليب القمعية التي اتبعها، وليس استجابة لمطالب المعتقلين.
العربي الجديد