تعثر جنيف السوري: النظام وحلفاؤه يحشدون لـ”النزيف الدائم”
وتتوارد أنباء عن حشود كبيرة لمليشيات تقاتل إلى جانب قوات النظام والقوات الإيرانية جنوب مدينة حلب، إثر هزيمتها في بلدة خان طومان أخيراً. وتشير مصادر إلى أن الحرس الثوري الإيراني يستعد لجولة أخرى لاستعادة البلدة، والمضي في خططه الرامية للوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة (سكانهما من الطائفة الشيعية) في ريف إدلب، المحاصرتين من قبل المعارضة السورية، ونقل المعارك إلى أهم مناطق المعارضة في شمال سورية.
وأجرى حزب الله استعراضاً عسكرياً كبيراً في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق، قبل أيام، بحضور ضباط كبار من جيش النظام السوري. وقالت وسائل إعلامية مقربة من النظام إن الاستعراض جاء “تكريماً” للقيادي في الحزب مصطفى بدر الدين الذي لقي مصرعه منذ أيام بظروف غامضة، لكن مراقبين يرون أن الاستعراض “رسالة واضحة من الحزب أنه ماض في الدفاع عن نظام بشار الأسد إلى النهاية”، وإنه لا صحة لما تردد عن نيته الانسحاب من سورية.
وتؤكد المعارضة أنها لم تحسم بعد خيارها بالعودة إلى طاولة التفاوض في جنيف في جولة رابعة، من المنتظر، في حال انعقادها، أن تناقش القضايا الأهم، وفي مقدمتها الانتقال السياسي في سورية. وهو البند الذي يحاول النظام التهرب منه لأنه يعني التطرق إلى مصير الأسد في مستقبل سورية والذي يعتبره “خطاً أحمر” وغير مطروح للتفاوض.
وتصرّ المعارضة السورية على أنه لا حل سياسياً في سورية مع وجود الأسد في السلطة، وأن تنحيته ستكون الخطوة الأولى في طريق حل ينهي سنوات المأساة السورية.
ونشرت المدرسة الأميركية للأبحاث الشرقية ومبادرات التراث الثقافي، صوراً التقطتها أقمار صناعية تظهر أعمال البناء القائمة على حدود موقع أثري دمره تنظيم “داعش”. إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، نفى يوم الثلاثاء الماضي، صحة الأنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية روسية، مشيراً إلى أن الجيش الروسي أقام “معسكراً حتى الانتهاء من ازالة الالغام” التي تركها التنظيم في المدينة. وفي سياق متصل، ذكرت وكالة “سبوتنيك” نقلاً عن وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي، سيرغي دونسكوي، أن شركات النفط والغاز الروسية قد بدأت بتقييم إمكانيات التنقيب في سورية. لكن المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، محمود الحمزة، يرى أن تصريحات دونسكوي “كلام دعائي، ويدخل ضمن الحرب الاعلامية والنفسية، ولا قيمة له”.
كما يعتبر الحمزة أنه من المستبعد عقد جولة من المفاوضات بين المعارضة والنظام في القريب العاجل، مشيراً إلى أن تحسين الأوضاع الانسانية في المناطق التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات ربما يدفع المعارضة للعودة إلى التفاوض. ويعرب الحمزة عن اعتقاده أن شهر آغسطس/ آب المقبل سيشهد ما سمّاها “المرحلة الحاسمة” في العملية السياسية. ويعتبر أن “التصعيد العسكري من قبل الروس هذه الأيام غايته أن يكسب النظام أوراقاً تفاوضية أقوى تمكنه من عقد اتفاق سياسي يرضيه، ويبقي الأسد على رأس السلطة، وهذا هو مسعى الروس والإيرانيين”، وفق الحمزة.
العربي الجديد