الإعلام البديل يسعى ليكون الأفضل في نقل مجريات الواقع

0

 

برع النظام السوري عبر وسائل إعلامه منذ أكثر من 40 عاما بتزييف الحقائق وحشو أذهان السوريين بسياسة المقاومة والممانعة المزعومة، ومن أهم سياساتها تمجيد بطولات النظام والتغني بخطابات الأسد وأتباعه في محاربة الإرهابيين لخلق حالة من الوهم والأمل  لدى مؤيديه .

 

“الإعلام السوري كاذب” عبارة لطالما سمعت في كثير من مظاهرات الحرية والكرامة، إذ فقد آخر مصداقيته عند أول قطرة من دماء السوريين الأحرار.

 

من هنا ولد الإعلام السوري الثوري البديل عن إعلام أبواق النظام لكشف جرائمه و لنقل الصورة كما هي للعالم أجمع، ففي البداية كان الإعلام عبارة عن كتابات ينقلها بعض الناشطين في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والتي مازالت حتى الآن الآلية الأكثر حرية في التعبير عن الآراء دون قيود، ومقاطع فيديو تصور عبر الجوالات للمظاهرات السلمية التي كانت تخرج في جميع المحافظات السورية.

 

ومع تفاقم الوضع في سورية وتمكن الفصائل الثورية من تحرير العديد من المدن والقرى، تطور دور الإعلام السوري المعارض من نتاج الثورة السورية الشعبية من خلال الصحف الإلكترونية والإذاعات والقنوات التلفزيونية وغيرها من الوسائل التي أتاحت الفرصة لكثير من الشبان والشابات لإبراز إبداعهم في أصواتهم وأقلامهم.

 

سائر الأدلبي ناشط إعلامي من مدينة ادلب:” تعرضت مدينتي ادلب بعد تحريرها لقصف مكثف بطائرات النظام الحربية فكنت أقوم بتوثيق المجازر وتصويرها وأنشرها على صفحتي الشخصية وتأخذها معظم الوسائل الإعلامية، كنت أصور تحت خطر القصف وأذهب لأحد القرى المجاورة لأنشر الصور والأخبار نظرا لانقطاع كافة وسائل الاتصال عن المدينة عقب التحرير”.

 

وثق المركز السوري للحريات الصحفية في تقرير له العام الماضي مقتل أكثر من 266 صحفيا وناشطاً إعلامياً منذ انطلاقة الثورة وحتى نهاية عام 2014، واحتل النظام السوري بحسب التقرير المرتبة الأولى بالانتهاكات ضد الإعلاميين.

 

و يحرص الإعلام البديل على المصداقية في نقل الأخبار، لكن رغم ذلك وقعت العديد من الوسائل الإعلامية في فخ الحيادية والموضوعية والشفافية في انحيازها بشكل كامل لقوى المعارضة الثورة في نقل الأحداث بشكل إيجابي وغض النظر عن أي ممارسة سلبية تقوم بها تلك القوى، علما أن كل فصيل ثوري يمتلك وسيلة إعلامية خاصة به لنقل كل مايخصه.

 

ويعتبر غياب التمويل الكافي من أبرز المعوقات التي تعترض وسائل الإعلام البديل في الداخل السوري، فمعظم المراسلين في الداخل يعملون طوعيا وبأجر زهيد إن وجد، بالإضافة لشح في المعدات التقنية .

 

ولتحسين جودة الإعلام السوري تقام بشكل مستمر دورات تدريبية للإعلاميين المبتدئين في الخارج كتركيا عبر المنظمات التي تستقطب الإعلاميين الموجودين في الداخل السوري، كونهم يعيشون في قلب المعاناة ويصورون الواقع المر الذي يقاسيه  الشعب السوري.

 

إعلام نشأ من صميم المعاناة والآلام ليعبر عن إرادة الشعب الحر الثائر في وجه قامعيه مقدما مئات الأرواح الطاهرة في سبيل نقل الحقيقة، وليكون منبرا واضحا  رغم المعوقات للتعبير عما واصل النظام إخفاءه طوال السنين الماضية.

سماح خالد

المركز الصحفي السوري

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.