البحث عن الأمل وسط الفوضى؛ قصة أحمد عن البقاء والخلاص

 

كان أحمد ينسج أحلامًا معقدة بمستقبل مزدهر لنفسه ولأطفاله وسط شوارع حلب المزدحمة. ومع ذلك، فإن اندلاع الحرب حطم تلك الأحلام بلا رحمة، مما أدى إلى إغراق مدينته الحبيبة في الفوضى واليأس.

رفض أحمد الاستسلام للعجز، وانغمس في مساعدة زملائه السوريين، وعمل بلا كلل في أحد المصانع خلال النهار، وتطوع في مهام الإسعاف ليلًا لنقل الجرحى إلى بر الأمان.

 

وقعت المأساة خلال إحدى عمليات الإنقاذ المروعة عندما أدى انفجار إلى بتر ساق أحمد اليسرى بقسوة، مما أدى إلى تفاقم المعاناة التي تجتاح مدينته وسكانها في مواجهة التهديد المستمر بالحرب والمخاوف المتعلقة بسلامة عائلته، اتخذ أحمد خيارًا مؤلمًا بالبحث عن ملجأ عبر الحدود في تركيا، ليجد العزاء في ملاذ مدينة كاراخان داخل مقاطعة هاتاي التركية.

 

وبينما بدأ أحمد يلمح بصيص من الأمل والاستقرار لعائلته، وجه القدر ضربة قاسية أخرى على شكل زلزال مدمر. مثل عدد لا يحصى من الآخرين، تحملت عائلة أحمد رعب الليل، وخرجت سالمة جسديًا ولكن مجروحة عاطفيًا، وتحول منزلهم إلى أنقاض، وفقدت أحباءهم بسبب الهزات القاسية.

 

بالنسبة لأحمد وطفله، كانت تلك نكسة مدمرة، مما اضطرهم إلى إعادة بناء حياتهم المحطمة وسط أصداء صدمات الماضي. وفي أحلك أوقاتهم، برز بصيص من الأمل وسط الظلام عندما تلقت عائلة أحمد المساعدات من خلال أحد أقاربهم الذي ربطهم بمشروع GIRO. على الرغم من أن عقل أحمد كان يستهلكه الألم، إلا أن البرامج التي تقدمها GIRO بالشراكة مع شركائنا في الهلال الأزرق الدولي قدمت شريان حياة، حيث قدمت جلسات دعم مهمة واستشارات من أطباء نفسيين متخصصين.

 

وبأعجوبة، شهد أحمد تحولًا عميقًا، حيث نهض من جديد من رماد مصاعبه الماضية. وقد أعيد تشكيل نظرته للحياة من خلال التدخل، مما مكنه من الإبحار في بحار الشدائد العاصفة بمرونة جديدة. ممتنًا للسقالات النفسية والاجتماعية التي دعمت تعافيه، وجد أحمد نفسه واقفًا على أرض أكثر ثباتًا، وعلى استعداد لمواجهة التحديات التي تنتظره.

 

ومع ذلك، كأب، واجه أحمد عبء إعالة أسرته وسط إعاقته والواقع القاسي للحياة بعد الزلزال. كانت هناك أيام كان فيها رغيف الخبز يبدو ترفًا بعيد المنال، وحبة مريرة يجب أن يبتلعها أمام أبنائه وزوجته.

 

في مواجهة هذه المحنة، تقدم أحمد بطلب للحصول على قسيمة دعم شهرية، وكان قلبه يحلق بفرح لا يوصف لأنه تمكن أخيرًا من تأمين القوت لأحبائه. وشدد على الأهمية الحيوية لهذه المساعدة، فهي منارة أمل وسط الظلام الزاحف، وتصل على وجه التحديد عندما تكون حاجتهم إليها في أشد الحاجة إليها. ومن خلال توفير القسائم، وجد أحمد شريان حياة وسط العاصفة، وتمثل ابتسامات أطفاله شهادة على القوة التحويلية للمساعدات في خضم اليأس.

 

بفضل الجهود الجماعية والدعم السخي من منظمة الرؤية العالمية الهولندية لمشروع GIRO 555، وجد أحمد وعدد لا يحصى من العائلات العزاء في ساعة حاجتهم. بدءًا من قسائم المساعدة الطارئة وحتى خدمات الحماية والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، تم تقديم المساعدات الحيوية لهم وتوجيههم على الطريق الشاق نحو التعافي وسط الحطام.

عن صحيفة World Vision الهولندية بتصرف الأربعاء 27 آذار (مارس) 2024.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:


Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist