كورونا، يدخل الشمالَ ولا يراعي ظروف حربهم وهجرتهم

في ظل جائحة كورونا المنتشرة بكثرة في العالم، وفي الشمال السوري تحديدا، تجاوزت أرقام الإصابات في تلك المناطق (14500) إصابة حتى يوم أمس الثلاثاء.

بات الناسُ هناك ينقسمون إلى قسمين:
قسمٌ خائفٌ مرتقب، وآخر غير مبالٍ بما يحدث، همه الوحيد العمل وتأمين لقمة العيش.

(130) وفاة، أرقام باتت تتصاعد، وتقلق معظم الناس، فالحرب الدائرة في الشمال السوري استهدفت معظم المراكز الصحية والمشافي.

زاد الضغط على مشافي مراكز المدينة، ومشافي الحدود، بعد استهداف أغلب مشافي الجنوب الإدلبي، والسيطرة عليها.

فأوضاع الشمال السوري هي أوضاع خاصة مقارنة مع العالم أجمع.

فالعالم الذي ينعم بالأمان لايمكن أن يقارن مع مناطق صغيرة تعاني من شتى أنواع الحصار، وشح المعدات، والتجهيزات الطبية.

“كورونا” يترك أثراً نفسياً وضغطاً كبيراً على نفوس الناس

“جمال” أحد مصابي كورونا الناجيين، يحكي عن أعراض إصابته، ونظرة المجتمع له، وأهوال نفسيه كادت تقضي عليه لولا أنه تجاوزها. يقول:

“كان الناس في كل مكان يتحدثون عن كورونا، وكأنه وحشٌ مرعبٌ، جاء لافتراسهم، ومع أيام إصابتي الأولى بكورونا بدأت أستذكر كلام الناس جميعاً عن كورونا، بدأ الخوف والقلق يرعبني أكثر من كورونا نفسه!!

أحدث نفسي:( هذه النهاية، لن أنجو من ذلك).

كانت نظرة الناس لي موجعة أكثر من المرض ذاته. باتوا يعاملوني وكأني مذنب، أسمعهم يقولون: لاتقترب من منزلنا، لاتخرج، أنت ستقتلنا جميعا إذا تصرفت بقلة وعي، وكأنني أرتكب جريمة!!).

بقي جمال في المنزل وحيداً، يعاني من مشاكل نفسية صعبة، بدأ يفكر بالانتحار كحال الكثيرين. لكنه حكّم عقله، فاستطاع التغلب على كل تلك المخاوف، عاود نشاطه ثانية، واستقبل المرض ببسمة ورضا تامّين.

الشمال السوري “قلة وعي، وضيق معيشة يُجبران على عدم الالتزام”

آلاف في المخيمات، أجبرتهم الظروف على العيش في تلك الخيام التعيسة، وبكثافة سكانية عالية جداً، همهم الوحيد العيش، والاستمرار على أمل العودة.

ربما كورونا لم يغير شيئاً من روتينهم اليومي، فالطفل يذهب إلى مدرسته، والوالد إلى عمله، والأم تشرب القهوة الصباحية مع جاراتها ..

كان ضيق الحال سبباً كبيراً من أسباب عدم الالتزام بالبرامج الوقائية، فرب المنزل يدرك تماماً أنه سيقع بمآزق كبيرة إن لم يخرج إلى العمل، وتأمين الطعام والشراب والملبس للأطفال.

عملت الفرق التطوعية والمنظمات جاهدة على نشر الوعي، والتثقيف بين العامة، والتبرع بتوزيع المعقمات والكمامات على الناس هناك، لكنها لم تكن تكفي، والوعيُ كان صعب الإدخال على عقول الناس، فمعظمهم يقول: لم تقتلنا الحرب، هل سيتغلب علينا كورونا؟

إبراهيم الخطيب

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist