سامر ابن 8سنوات خدوده محمرة من لسعة البرد ، يحمل كتبه بيديه ويركب على ظهر أبيه الذي يمشي حافي القدمين ويسير به للمدرسة لكيلا يتسخ ابنه الوحيد من طرقات المخيم الطينية والتي تغزوها الحفر ويملأها المطر” كأنه سيناريو لفيديو مصور يتكرر في كل شتاء بعنوان : “مأساة النازحين “الذين يعانون البرد والقهر والحرمان فالمياه ضيف ثقيل داخل خيامهم يرهقهم .
اجتمعت ظروف عديدة جعلت السكن في المخيمات خلال فصل الشتاء صعب جدا نذكر منها سوء التخطيط أثناء تشكيل المخيمات و الفساد و كثرة النازحين القاطنين في الخيم وخاصة هذا العام بعد نزوح ما يقارب 750 ألف شخص من ريفي حماة وإدلب.
ولم يكن اختيار أرض المخيمات صائبا ولم يدروس من الجهات المعنية بهذا الشأن فاختيار الوديان كمكان للمخيمات زاد من أوجاع النازح ومشاكله حيث تسهل طبيعة الأرض هذه
تشكل السيول التي تغرق الخيم.
قال النازح سليمان العمر من أبناء حمص للمركز الصحفي السوري “نزوحنا ليس بيدينا وانتقلنا إلى هنا لنعيش حياة حرة كريمة ولكن تفاجئنا في الشتاء الأول من وجودنا هنا بالإهمال الموجود في اختيار أرض المخيم التي تكون في معظم الأحيان في وادي في ظل عدم وجود خدمات الصرف الصحي أو يكون غير قادر على تصريف الكميات الكبيرة من المياه أن وجد”.
وأضاف العمر “يجب علينا تبديل خيمنا كل بداية فصل شتاء لأن حر الصيف يجعل الخيمة مهترئة ولاتصلح لفصل الشتاء ولكن المؤلم أن هناك مئات الآلاف من النازحين في الشمال السوري وفساد المنظمات يجعل الأخيرة غير قادرة على توزيع الخيم مما يجبرنا من شراء الخيم على حسابنا الشخصي في معظم الأحيان”.
يقول مدير النازحين في المخيم عبدو أبو حاتم: في مقطع مصور وضع النازحين مأساوي وسيزيد الشتاء من معاناتهم، بسبب تشكل السيول في فصل الشتاء واهتراء خيمهم، والخيم كلها صيفية ولا تناسب فصل الشتاء لأنها مهترئة وممزقة، ويحتاج الأطفال لمكان دافئ يقيهم برد الشتاء.
معاناة النازحين في الشمال السوري في إدلب وحلب وغيرهما لم تبدأ هذا العام فهذه المأساة ستطوي عامها الثامن بعد أشهر وما تزال الوحوش الآدمية تتفنن في تعذيب النازحين وفي التنكيل المعنوي بهم والاسترزاق من مأساتهم من خلال فرض الشروط التعجيزية والابتزاز وفنون العرقلة المبتكرة بدءا من مدير المخيم وصولا لشخصيات داخل المنظمات الداعمة.
قال خالد المحمد الذي نزح من ريف حماة الشرقي منذ 5سنوات “قضينا الشتاء في سحب المياه من داخل خيامنا وبقينا ليالي طويلة لا نعرف طعم النوم وهذا يعود لجشع موظفي المنظمات ومدير المخيم حيث يوزع قسم من الخيم التي تصل للمخيم ويبيع القسم الآخر أو يوزعها على أقربائه”.
ويضيف الخالد: “أن الطرق الطينية في المخيمات تجعل دراسة الأطفال أصعب حيث يمتنع الكثير منهم الذهاب إلى المدرسة بسبب المياه والطين “.
ويطالب قاطني المخيمات أيجاد حلول لمشاكلهم قبل دخول فصل الشتاء لهذا العام وخاصة في ظل عدم تواجد منازل للإيجار بسبب العدد الكبير للنازحين والذي وصل عددهم ما يقارب 5مليون نسمة منهم 190 ألف معاق وأكثر من نصفهم أطفال لايتجاوز عمرهم 15 عاما.
المركز الصحفي السوري -مخلص الأحمد