هل تمتلك كوريا الشمالية قنبلة نووية؟
من الناحية الفنية “نعم”، لكن لا توجد وسائل حتى الآن لتحميلها عن طريق صاروخ.
وقالت كوريا الشمالية إنها أجرت أربعة اختبارات نووية ناجحة في أعوام 2006 و2009 و2013 و2016.
ويعتقد الخبراء أنها استخدمت في الاختبارين الأوليين مادة البلوتونيوم، لكن تظل حقيقة استخدام كوريا الشمالية للبلوتونيوم أم اليورانيوم، كمادة أولى في اختبار 2013، غير معلومة.
وعلى الرغم من كون هذه الاختبارات الثلاثة تعلقت باختبار قنبلة ذرية، قالت كوريا الشمالية إن اختبارها الذي أجرته في يناير/كانون الثاني 2016 كان لقنبلة هيدروجينية أشد قوة. وبات غير معلوم حتى الآن ما هي مادة أولى، في حين شكك الخبراء في حجم التفجير المعلن.
تعتمد القنابل الهيدروجينية على الانصهار-أي اندماج الذرات- بغرض إطلاق كميات هائلة من الطاقة، في حين تعتمد القنابل الذرية على الانشطار النووي، أو انشطار الذرات.
وأطلقت بيونغيانغ، بعد وقت قصير من إجراء هذا الاختبار، قمرا صناعية، وهو خطوة اعتبرت على نطاق واسع بمثابة اختبار لتكنولوجيا صاروخية طويلة المدى.
وقالت الولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي إن لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن كوريا الشمالية قد تمتلك قريبا مادة البلوتونيوم على نحو يكفي لصنع أسلحة نووية، وأنها تخطو نحو صنع نظام صاروخي طويل المدى.
ماذا نعرف عن البرنامج النووي لكوريا الشمالية؟
يعتقد أن موقع يونغبيون المنشأة النووية الرئيسية في البلاد. وتعهدت كوريا الشمالية مرارا بوقف عملياتها هناك، وأيضا تدمير برج التبريد في عام 2008 كجزء من اتفاق تفكيك منشآتها النووية مقابل الحصول على مساعدات.
لكن الولايات المتحدة لم تثق مطلقا بأن بيونغيانغ تكشف بالكامل عن جميع منشآتها النووية، وهو شك عززه كشف كوريا الشمالية عن منشأة تخصيب يورانيوم في يونغبيون، بهدف معلن وهو توليد الكهرباء، للعالم الأمريكي سيغفرايد هيكر في عام 2010.
وبعد حرب التصريحات بين الولايات المتحدة كوريا الشمالية وفرض عقوبات جديدة من جانب الأمم المتحدة بعد إجراء الاختبار النووي الثالث لكوريا الشمالية في عام 2003، هددت بيونغيانغ باستئناف عمل منشآتها في يونغبيون.
وقال مركز أبحاث أمريكي في عام 2015 إن صورا التقطتها القمر الصناعي أشارت إلى استئناف نشاط المفاعل النووي في يونغبيون على أرجح التقديرات. ثم أعلنت وسائل الإعلام في سبتمبر/أيلول بدء “عمليات طبيعية” لمحطة إنتاج.
وقيل إن اختبار يناير/كانون الثاني 2016 قد أجري خارج موقع بانغي-ري.
وقالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إنهما تعتقدان أن كوريا الشمالية لديها مواقع إضافية ذات صلة ببرنامج تخصيب اليورانيوم. وأن البلاد تمتلك احتياطيات وفيرة من خام اليورانيوم.
ماذا فعل المجتمع الدولي في هذا الشأن؟
أشركت الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الجنوبية واليابان كوريا الشمالية في جولات عديدة من مفاوضات تعرف باسم “المحادثات السداسية”، لكن بيونغيانغ لم يوقف مسيرتها أي من ذلك.
وفي عام 2005 وافقت كوريا الشمالية على اتفاق تاريخي يقضي بعزوفها عن طموحاتها النووية في مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية وامتيازات سياسية. لكن التطبيق أظهر قدرا من الصعوبات ومن ثم توقفت المحادثات في 2009.
ثم أعلنت كوريا الشمالية فجأة في عام 2012 تعليق أنشطتها النووية ووقف الاختبارات الصاروخية في مقابل الحصول على مساعدات غذائية أمريكية. لكن ذلك لم يثمر عن شيء حينما سعت بيونغيانغ إلى إطلاق صاروخ في أبريل/نيسان من نفس العام.
وشددت الأمم المتحدة عقوباتها على البلاد في أعقاب اختبار عام 2013.
وجاء اختبار 2016 ليعزز من جديد جولة أخرى من الانتقادات الدولية واسعة النطاق تضمنتها انتقادات من الصين، الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية.
هل تدفع الاختبارات الأخيرة قدرات كوريا الشمالية النووية قدما؟
زعمت كوريا الشمالية في أعقاب اختبارات 2013 و 2015 أنها تمتلك قنبلة “مصغرة “، أو صنعت قنبلة صغيرة الحجم تتناسب مع الرؤوس النووية التي تُحمّل على الصواريخ، وهو ما شككت فيه الولايات المتحدة.
وقالت بيونغيانغ إن اختبار عام 2013 كان يحتوي على كمية أكبر من القنابل المصغرة مقارنة بتلك المستخدمة في تفجيرات الاختبارات السابقة. وبالطبع فهي أشد قوة من السابق، لكن عمليات المراقبة فشلت في رصد نظائر مشعة، وظلت هناك حالة من عدم اليقين.
كما قوبلت مزاعم إجراء اختبار تحت الأرض لقنبلة هيدروجينية في يناير/كانون الثاني عام 2016 بقدر كبير من الشكوك.
وأشارت تقديرات أولوية إلى أن حجم الانفجار تراوح من 10 إلى 15 كيلوطنا، في حين وصل الانفجار النووي الحراري إلى نحو 100 كيلوطن.
وزعمت كوريا الشمالية من جديد أن الاختبار كان ناجحا للجهاز المصغر، ومرة أخرى لم يجر التأكد من تلك المزاعم.
bbc عربي