أوقفت 73 منظمة إنسانية وإغاثية عاملة في الداخل السوري تعاونها مع الأمم المتحدة، متهمة إياها ومنظمة الهلال الأحمر السوري بالخضوع في سياساتهم الإنسانية للنظام السوري .
وطالبت المنظمات في رسالة مشتركة إلى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بإجراء تحقيق شفاف حول التأثير السياسي لنظام الأسد على وكالات الأمم المتحدة في دمشق، فضلاً عن كشف ملابسات تراخي الوكالات الأممية في تقديم أعمال الإغاثة وإيصال المساعدات، وهو ما أدى إلى وفاة عشرات الأشخاص لا سيما في مضايا, بينما أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن ترحيب المنظمة الدولية بأي عملية تدقيق في عملها بسوريا.
قالت صحيفة الغارديان البريطانية، “إن التحالف الذي يضم بعض من منظمات الإغاثة الأكثر شهرة في سوريا، أبلغ الأمم المتحدة بأنه ينوي الانسحاب من برنامج تبادل المعلومات التابع للأمم المتحدة، احتجاجا على الطريقة التي تعمل بها بعض وكالاتها داخل البلاد”.
وفي خطاب إلى الأمم المتحدة، أوضحت المنظمات الـ73، أنها لن تتسامح بعد الآن مع “التلاعب في جهود الإغاثة الإنسانية من قبل المصالح السياسية للحكومة السورية، التي تحرم السوريين الآخرين في المناطق المحاصرة من خدمات هذه البرامج”.
يرى الدكتور “رينود ليندرز”، الخبير في الدراسات الحربية في “كينجز كوليج” بلندن، “أن الأمم المتحدة مطالبة بإعادة النظر في استراتيجيتها، لأنها أضحت قريبة بشكل مفضوح من النظام”، وفقا لما نقلته الصحيفة.
وأصبحت المساعدات الأممية توزع حسب مطالب النظام السورية، فيما تحرم مناطق سورية خاضعة لحصار قوات النظام منها, ولا يسمح لها بالدخول دون موافقة النظام, وكانت حوادث الأمراض الأخيرة في بلدة مضايا وتفشي مرض السحايا دون تدخل أممي، يضع المنظمة في إطار الميول لمطالب النظام, وفي الوقت التي تحصل مناطق محاصرة من جهات غير قوات النظام لمساعدات من برنامج الغذاء العالمي التابع لها, تحرم المناطق الأخرى التي تحاصرها قوات النظام.
وكان عدم قبول الأمم المتحدة دخول مساعدات لمناطق حلب المحاصرة عن طريق الراموسة الذي كان خاضعاً لسيطرة الثوار، أمرا واضحا في ميولها لمطالب النظام, في حين أعلنت أن المساعدات ستدخل عن طريق الكاستيلو الخاضع لسيطرة النظام, ومنه، حسب قولها، إلى مناطق الثوار ما يجعلها تتحكم في نوع وحجم المساعدات الداخلة.
فيما كان دخول مساعدات أممية لحي الوعر المحاصر دون مساعدات طبية بناء على طلب النظام، بالتزامن مع قصف مكثف على الحي، ما أوقع العشرات من الجرحى بحاجة ماسة لمساعدات طبية، ولكن انصياع الأمم المتحدة دليل واضح على عدم المساواة بين طرفي النزاع، والذي يعتبر من أولويات العمل الإغاثي لدى الأمم المتحدة.
المركز الصحفي السوري- سالم البصيص