أعلنت 73 منظمة إنسانية وإغاثية عاملة في الأراضي السورية، تعليق عملها مع الأمم المتحدة، متهمة إياها ومنظمة الهلال الأحمر السوري بالخضوع في سياساتهم الإنسانية للنظام السوري.
وجاء تعليق الأعمال في رسالة وجهتها المنظمات للأمم المتحدة، مساء الخميس 8 أيلول، واعتبر أن قرار وقف التعاون يتضمن تعليق نشاط المنظمات في آلية مشاركة المعلومات المتعلقة بكامل سوريا، وذلك في رد على التأثير السياسي لنظام الأسد وعدم اتخاذ أي إجراء من وكالات الأمم المتحدة واللاعبين الإنسانيين الآخرين المتواجدين في دمشق تجاه ذلك.
وطالبت المنظمات، في رسالة مشتركة وصلت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، بإجراء تحقيق شفاف حول التأثير السياسي لنظام الأسد على وكالات الأمم المتحدة في دمشق، فضلًا عن كشف ملابسات تراخي الوكالات الأممية في تقديم أعمال الإغاثة وإيصال المساعدات، وهو ما أدى إلى وفاة عشرات الأشخاص لا سيما في مضايا.
لماذا تعليق الأعمال؟
وفي حديث إلى عنب بلدي أوضح المدير التنفيذي لمنظمة “hand in hand” للتنمية والإغاثة، فادي الديري، أن “تعليق التعامل للمنظمات تم مع مكتب الأمم المتحدة بدمشق، بعد أن قامت الأمم المتحدة بإلحق مكتبها بتركيا لمكتبها بدمشق، واقتصار عملها على تهجير المدنيين وعدم حمايتهم ونقلهم من منطقة لأخرى، فضلًا عن إهمالها لعملية تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للمناطق المحاصرة”.
وأكد الديري، الذي وقعت منظمته على البيان، “أن التقارير الطبية التي ترسل إلى مكتب الأمم بدمشق، تعرض على النظام السوري، الأمر الذي يؤدي لإهمال العديد من التقارير الطبية المهمة والمستعجلة، والعديد من الحالات الطبية التي تحتاج للإخلاء الطبي الفوري”.
ستستمر المنظمات في تعليق مشاركتها حتى التوصل إلى آلية جديدة لا وجود لأي تأثير سياسي عليها، بحسب الديري، مؤكدًا على توحد الأهداف الإنسانية والإغاثية للمنظمات الـ 73 المشاركة..
ووقع الرسالة إلى جانب المؤسسات المكونة لاتحاد المنظمات غير الربحية السورية، والتي تقدم مساعداتها لنحو سبعة ملايين سوري داخل سوريا وفي الدول المجاورة، ثمانية جهات إنسانية أخرى، من بينها الدفاع المدني السوري والجمعية السورية الأمريكية الطبية.
الأمم المتحدة “شريكٌ” في جرائم الأسد
ووجهت مجموعة “سيريان كامبين” اتهامات للأمم المتحدة، تمثلت بفقدان نزاهتها واستقلالها وحيادها في سوريا، وقالت إنها منحازة لصالح النظام السوري.
وفي تقرير نشرته المجموعة، منتصف حزيران الماضي، اعتبرت أن الأمم المتحدة قدمت دعمًا كثيرًا حول العالم، “إلا أن مشاريعها في سوريا تسير بشكل خاطئ جدًا”، مؤكدةً أنها “رضخت للنظام السوري في صياغة وثائق بخصوص المساعدات”.
ويتهم ناشطون وحقوقيون الأمم المتحدة بالرضوخ لشروط النظام السوري، متمثلًا بتسمية المناطق المحاصرة في سوريا بـ “المناطق صعبة الوصول”، ويقول مطلعون إن التصنيفين مختلفان إجرائيًا في جداول الأمم المتحدة ومقرراتها.
ويأتي تعليق الأعمال بعد تحقيق ضخم لصحيفة الغارديان البريطانية، يكشف دعم منظمات تابعة للأمم المتحدة مؤسسات في النظام السوري، تورطت بعضها بدعم العمليات القتالية على الأرض.
عنب بلدي