هزت حادثة غرق الطفل السوري إيلان كردي العالم، وتحولت صورته ميتا على أحد الشواطئ التركية بعدما جرفته الأمواج أيقونة تعبر عن المعاناة التي يعيشها الشعب السوري خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وتوقع البعض أن تسهم صورة “إيلان الغريق” في إحداث تغيير بمسار الأحداث، أو على الأقل تخفيف معاناة الأطفال في مواجهة خطر الغرق. لم يحدث أي شيء من ذلك، واستمرت أمواج البحر في ابتلاع دفعات جديدة من أجساد أطفال ذنبهم أنهم هربوا من الموت في بلدانهم.
فبحسب مجلة “ذا ديلي بيست” الأميركية، أكثر من 70 رضيعاً قضوا غرقاً في رحلات تهريب اللاجئين منذ غرق إيلان في شهر سبتمبر الماضي.
ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، ذكرت في حديث لها مع المجلة المواقف المريعة التي تواجهها بشكل يومي مع قصص غرق الأطفال السوريين.
وفي إشارة إلى عدم الاهتمام العالمي بحوادث الغرق هذه تقول فليمنج: “ما يقتلني أنه حتى أكبر تراجيديا نشهدها تتحول إلى عنوان في الأخبار ليوم واحد”. وتضيف في موضع آخر: “أكثر القصص التي تؤلمني هي لأم أو أب لم يستطيعا إنقاذ ابنهما من الغرق. كأمٍّ أن أخسر ابني بهذه الطريقة أمر لا يمكنني استيعابه”.
وعن الأطفال الذين يتم إنقاذهم تقول: “تحاول أن تطمئن هؤلاء الأطفال وهم يحضنونك وينظرون إليك بنظرة تقول: أحتاج إليك، ولكنهم من جهة أخرى لم يعودوا يثقون بأحد”.
وتنشر فليمنج في حسابها على موقع “تويتر” مقاطع فيديو وصورا مؤلمة تكشف عن المعاناة الكبيرة التي يواجهها الأطفال السوريون في مواجهة أمواج البحر التي لا تعرف الرحمة.
يذكر أن “التراجيديا” السورية تشهد يومياً مأساة غرق مهاجرين فروا من جحيم القتل المستمر في بلدهم، وفي كل مرة يكون للأطفال حصتهم من جرعات الموت هذه. وتمتلئ شاشاتنا بصورهم ووجوههم وأناملهم الصغيرة التي أصابها الازرقاق، ومن ثم تختفي فتنسى، بانتظار مأساة أخرى، وطفل آخر، واسم آخر كـ”إيلان” وغيره العشرات.
العربية نت