اعترفت السلطات الإيرانية بمقتل 59 عنصراً وضابطاً إيرانياً، قالت إنهم لقوا مصرعهم في المعارك الدائرة في سورية، خلال مساندتهم لقوات النظام في قتال المعارضة السورية، منذ بدء الثورة في سورية منتصف مارس/ آذار 2011.
ونشرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية خبر مقتل هؤلاء في صفحتها باللغة الفارسية، كما تحدثت العديد من وسائل الإعلام عن تقارير تفيد بمقتل هؤلاء الإيرانيين في سورية، ويعد هذا اعترافاً واضحاً وصريحاً من طهران بتورطها في الحرب السورية، التي لطالما نفت وجود أي مقاتل لها على الأرض السورية.
وقالت إيران في وقت سابق على لسان مسؤول العلاقات العامة في “الحرس الثوري” رمضان شريف: إن “طهران ليس لديها كتائب على الأرض السورية، بل لها فقط استشاري لنقل خبرات إيران الدفاعية لسورية”.
لكن التصريحات الإيرانية دائماً كانت تلقى بالرفض من قبل المعارضة السورية، التي كانت تؤكد بأن عناصر ينتمون إلى “الحرس الثوري الإيراني” يشاركون إلى جانب قوات النظام في معاركها، ويأتي خبر وكالة “فارس” ليؤكد أن من بين قتلى جنود من “الحرس الثوري”، وأضافت أن وسائل الإعلام الإيرانية أعلنت الحداد على القتلى الذين سيدفنون في 27 مكاناً في 15 محافظة إيرانية.
وتعكس هذه الأرقام على قلتها مدى الدعم الذي تقدمه طهران إلى نظام الأسد، إلى جانب الدعم المالي والسياسي، وانتقال إيران من سياسة النفي والتكذيب إلى الاعتراف، وتعكس الوقائع على الأرض السورية كيف أن إيران لعبت دوراً كبيراً في إنقاذ قوات النظام على جبهات عدة لاسيما في حلب، وكان رئيس المجلس العسكري هناك زاهر الساكت، أعلن في وقت سابق عن محاصرة قوات المعارضة لـ 50 جندياً إيرانياً في جبهة حندرات.
ويؤكد مراسل “السورية نت” في حلب، محمد الشافعي التواجد الإيراني في المحافظة، ويقول إن هذه القوات قاتلت في منطقة العدنانية والمداجن في ريف حلب الجنوبي، ومعامل الدفاع، ويشير إلى أن هذه القوات بعضها يتواجد في غرف العمليات، وبعضها الآخر على خط المواجهات.
ومن خلال تتبع التصريحات الإيرانية، يبدو أن طهران تحرص بشدة على عدم كشف تفاصيل مشاركتها العسكرية على الأرض السورية، وتتبع سياسة النكران، وسابقاً أعلنت إيران أنها تراقب الوضع في سورية عن كثب، وأن لديها ثقة في قوات نظام الأسد على حسم المعركة لصحاله، لكنها وجدت نفسها محرجة عندما اعتقلت كتيبة “البراء” التابعة للجيش الحر 48 إيرانياً وتم احتجازهم في ريف دمشق منذ عامين.
وتدافع إيران عن نفسها عندما تحرج بأدلة على تدخلها في سورية، بأن تعاونها مع نظام الأسد يأتي في إطار اتفاقية الدفاع المشتركة بين الطرفين، لكن حتى هذا التبرير الإيراني يلقى رفضاً بين أوساط المعارضة السورية، التي تقول إن الدفاع المشترك لا يعني أن تشارك القوات الإيرانية في قتل الشعب السوري ومحاصرة المدن السورية.
ويشار إلى أنه منذ 2011 أدى اعتماد نظام الأسد على الخيار العسكري في مواجهة المطالبين بإسقاط نظامه، إلى سقوط أكثر من 200 ألف قتيل في سورية، فضلاً عن تجاوز عدد اللاجئين السوريين 3 ملايين شخص.