“باسم ورباب” الثنائي الجميل في المناهج التعليمية القديمة والموجود في أذهان العديد من السوريين والذي يذكرنا بأيام الطفولة البريئة، و الرسومات الجميلة التي تزين كتب المرحلة الابتدائية والتي كانت بتوقيع الفنان ممتاز البحرة لازالت عالقة في مخيلتهم قبل أن تتغير لتثير الكثير من الجدل بين مؤيد لها ومعارض.
حيث قامت وزارة التربية التابعة لحكومة النظام بتغيير المناهج التعليمية وتعديلها مرات عدة، فكان الطالب عبارة عن فأر تجارب يتحمل انعكاساتها، و كان لتغيير المناهج سلبيات كثيرة أهمها عدم قدرة المدرسين القدامى على التماشي والتأقلم مع أساليب التدريس الحديثة وتخوف الأهالي وقلقهم على مستقبل أبنائهم، بالإضافة لافتقار المدارس للوسائل التعليمية الموضحة للمناهج الحديثة مما أثر سلباً على إيصال المعلومة للطالب.
فيما يشتكي المدرسون من عدم تناسب الحصص الدراسية مع حجم المناهج الضخمة، فادي مدرس لغة إنكليزية يقول:” تحتوي المناهج الحديثة على معلومات مكثفة لا يستطيع التلاميذ استيعابها أياً كان مستواهم مما دفع الأهالي تسجيل أبنائهم في دورات خصوصية بعد المدرسة لتلافي النقص والتقصير”.
أثرت الأزمة السورية وبشكل ملحوظ على سير العملية التعليمية وبالأخص في المدن التي تشهد قصفا متكرراً في المناطق المحررة، فكانت المدارس المستهدف الأول من القصف الأمر الذي شجع الكثير على الهجرة إلى الخارج، ليقع الأهالي في مشكلة وهي عدم قدرة أبنائهم على استيعاب مناهج الدولة المضيفة فضلا عن اختلاف اللغة واللهجة، إذ يوجد تلاميذ انقطعوا عن التعليم لأسباب عدة كالنزوح من مدنهم أو تحول مدارسهم لمأوى للنازحين.
أم طلال نازحة في أحد المخيمات في لبنان:” وجدت صعوبة في تعليم أبنائي بالمناهج المقررة في لبنان لذا لجأت إلى تدريسهم بنفسي من المناهج السورية لأنني درستها وأستطيع أن أعلمها لهم”.
ومن جهة أخرى أعلنت وزارة التربية التابعة للحكومة المؤقتة في الائتلاف السوري المعارض العام الفائت أنها تدرس مشروع إعداد مناهج سورية حديثة ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم إصدار أي شيء، وبالمقابل قامت لجان تربوية وتعليمية بتنقيح وتعديل المناهج السورية النظامية وطبعها من قبل الوزارة لتدريسها في المناطق المحررة .
رغم ذلك تواجه المناطق المحررة صعوبات في تأمين الكتب سواء من مناطق النظام أو تلك النسخ التي عدلتها الحكومة المؤقتة، منى معلمة من مدينة ادلب المحررة :” يوجد مدارس كثيرة في المحافظة لم تستلم الكتب وهذا الأمر أدى لتراجع العملية التعليمية حيث يتشارك 4أو 5 تلاميذ على كتاب واحد، ويبقى تلاميذ المرحلة الابتدائية المتضرر الأكبر باعتبارها مرحلة تأسيسية وعجز الحكومة المؤقتة ومديرية التربية عن تأمينها أو إيجاد بديل “.
ما بين مناطق النظام والمناطق المحررة ضاع جيل بأكمله لتصبح المدرسة واقتناء الكتب حلم كل طفل سوري يشعر بالظلم والقهر والتشتت، إذ لم تعد مشكلة السوريين المناهج التعليمية بل أصبح همهم أكبر ليعيشو في بلد انعدمت فيه أبسط مقومات التعليم.
المركز الصحفي السوري – سماح خالد