المركز الصحفي السوري
إحسان الإبراهيم
مع حلول شهر رمضان المبارك ومع بداية الأيام الفضيلة التي كان لها لون خاص لدى السوريين في المعيشة والحياة باتوا اليوم في حال يرثى لندرة و انعدام أقوى مقومات الحياة المحروقات وبشكل أخص الديزل (المازوت ) , شريان الحياة النابض بات اليوم حلماً للسورين في المناطق المحررة , فهو أساس الحياة لكل أقوام الأرض وبشكل خاص للسورين اليوم.
وبسبب خلاف بين الفصائل المقاتلة المتناحرة, أصبح المواطن السوري في الشمال السوري اليوم يحلم في لتر أو اثنين يضعها في دراجته أو سيارته ليقضي بها حاجاته, أو ليذهب بطفله إلى الطبيب مثلاً، قد بات لتر المازوت الواحد بأكثر من 600 ليرة سورية مع ندرته الشديدة، وكذلك البنزين وغيرها من المحروقات تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك، يعيش المواطن السوري في أيام الخير والبركة من شهر رمضان أوقات عصيبة الذي اعتاد في هذا الشهر أن يجعله المميز في حياته .
الأفران وبصعوبة بالغة تؤمن حاجياتها لصنع القليل من الخبز يسد رمق السوريين في الشهر المبارك شهر الخير والبركة . المشافي أغلبها توقف عن العمل لعدم توفر هذه المادة, وفي ظل الثورة والتحرير ولمدة ثلاث سنوات كان المواطن السوري يحلم في الكهرباء لأن نظام الأسد حرمنا منها, حتى أتت المولدات الإستثمارية (الاشتراك), لتفي بالغرض نوعاً ما, لكنها أيضا تعمل على الديزل (المازوت), وباتت الآن بلا نفع .
وقال بعض الشهود في ريف إدلب للمركز الصحفي: ومنهم تجار المحروقات الذين توقفت تجارتهم ورزقهم، بسبب انقطاع هذه المادة ومنهم التاجر الذي أتلفت معظم مواده التخزينية التي تحتاج للبرادات، ولا نغفل عن المواطن الفقير الذي لا حول له ولا قوة، فبات صهريج الماء عنده الهم الأكبر في حياته. حتى آبار الماء توقفت عن العمل مما أدى إلى ارتفاع خزان الماء (الصهريج )، إلى أكثر من خمسة آلاف ليرة سورية وهذا كبير وكثير لأغلب المواطنين السوريين.
يقول مواطن سوري: كل يوم نسمع من العامة والناس أخبار عن فتح طريق المازوت لنسمع بعد ساعات بأنه اصبح اغلى ضعفاً عن سعره القديم فقد بات المواطن السوري العادي وكأنه يعيش في القرون الوسطى, ابن سوريا التي تحتوي على اكبر مخزون احتياطي من النفط, بسبب التعارض والتناحر بين الفصائل, علماً انه يجب على هذه الفصائل أن تسدد نقص هؤلاء المواطنين وتسد حاجياتهم قدر المستطاع, لأنه لا سبيل لهم إلا هذه الشريحة من الناس فهي ركنهم الشديد و ملاذهم الوحيد. الســـؤال هــو : المازوووووووت… إلى مــتـــى .؟؟؟؟